“لا ضوءَ يحتطبُ الظلامَ ولا مدى يتنفسُ الكلماتِ في قبري المرصّعِ بالكتابهْ..
ويدي تتمتمُ للأسى:
تسعون قافيةً لكثبان الخيال ولا سحابةْ”
قالت ، فقلتُ :”الآن اِبكي..
قد يُنبِتُ الدمعُ النهارَ” ، وما استطعتُ الزورَ أكثرَ فامتنعتُ عن السرابِ: “وقد تكون الشمس من كأس الكآبةْ”
لا ينفعُ النصحُ الغريقَ ولا يردُّ الغائبين بقاءُ شكّي..
،
ماذا بقلبكِ يا مدينتنا فأحجاري على الألوان تهذي ، والخريفُ يطارد الغصنَ الوحيدَ بدائهِ ،
ماذا بقلبكِ يا مدينتنا..
في عالمٍ يزدانُ بالكذبِ؟!
،
“طوقُ الحمامة” في يدٍ عشقت..
وقراءةُ الأهدابِ للسحُبِ
،
موعودةٌ والماءُ منقطعٌ..
موعودةٌ بعنادلِ الطربِ
،
ما قالت البجعاتُ عن عربٍ..
بل قاله نسّابةُ العربِ
،
ماذا بقلبكِ هل منازلنا..
أم نحن أم ناياتُ مغتربِ؟
،
الصفرُ في الطرقاتِ منتصبٌ..
والريحُ خائفةٌ من القصبِ
،
دكَّ السكونُ عروشَ ذاكرتي..
وأزاح مضطربًا بمضطربِ
،
ذاك الجدارُ هنا يحاصرني..
هذا الجدارُ هناك في طلبي
،
أمضي ولا أمضي ، أطلسمةٌ؟..
ما النارُ إن كانت بلا لهبِ؟!
،
حبرُ الصباح على دفاترهِ..
أفنيته والليلُ لم يغبِ
،
إني وأسئلتي وقافيتي..
دوامةُ الوسواسِ والهربِ
،
ماذا بقلبك يا مدينتنا؟
والجوع من عصبي إلى عصبي،
مازلتُ أنتظر الحياةَ وإن تولّى ساحل العينين شيطان الغرابةْ..
،
ماذا بقلبك يا مدينتنا ؟
لا تجعلي الأمل الذي يهواكِ مذبوحًا على غسق التمنّي والتغنّي بالإجابةْ..
،
ماذا ، فكان صهيلُهَا بدمي:
“لا ينفعُ النصح الغريق ولا يرد الغائبين بقاء شكّي”!
شعر : عصام مطير البلوي
،
تمت بفضل الله القصيدة ممزوجة الشكل حرة وعمودية ، على البحر الكامل
الرسمة الملحقة للفنان الأمريكي Harry Brodsky هاري بروسكي ت1996، واسمها City at Night