إلى جميلة جدًا وتعاني..

حين أبصر أو أرى أو أشعر بجمال ما ، في تلك اللحظة ، في ذلك الجزء من الزمن ، أكون بكامل وجودي خارج الشعور بالزمن ، وذهني بلا ذاكرة
أي أن وعيي تمامًا غارق بالجمال متلذذ به ، ولا مجال فيه لخواطر من الماضي …
الشعور بالزمن إذن ، هو امتداد (لقبحٍ ما) .
أي أن الزمن ، ملاحظة الرتابة والتكرار ، والإحساس المتضخم بحثًا عن شذرات الذهب في كثيب من الرمال .
هل تعلمين الآن لماذا يحاربونك أو يتمنون الشر لك ؟
لأن جمالك يكشف لهم تلك الحقيقة ويجرد الزمن من أقنعته
ويعذبهم يعذبهم …
حين نعي حقيقة جديدة يتهاوى الماضي ويتحول إلى شعورٍ مريرٍ بالغباء
يصبح بكل ما فيه الصديد والغثيان،
فكيف إذا
كانوا مرغمين للعودة إليه…
إنّ جمالكِ ، يعني اليقظة من خديعة كبيرة ، لكنه لا يستطيع أن يكون لهم أو جزءًا منهم .
إنه يأبى الانصياع والإذعان ، حتى لو أردتِ ذلك .
تركيبته لم تعتمد على الطين وحده ، أرى فيه أجزاء من كيانات أعظم من الروح أو ما وراء الروح..
إنه أي جمالك أي وجودك، لا يعادونه إذن إلا لأنهم استيقظوا ، ولأن الزمن أصيب بكرامته ، سيظل يبحث عمّا يخلصه من هذا العذاب بعذابك ..

عصام مطير البلوي
مقالة أدبية فلسفية

الرسمة الملحقة للرسام الأمريكي Eduard Cucuel تـ1954م ، واسمها woman with flowers