أقاومُ السمَّ البطيءَ ، مجسِّدًا
نفسي نسيمًا عابرًا
بين المرايا والظلالِ .
بين الخيالاتِ القتيلةِ وارتداءِ الصحو أقنعة المحالِ ،
أقاوم الصور المحابيةَ اغتيالي ،
فإذا رأيتِ فما رأيتِ وإن سمعتِ فليس صوتي .
▪️▪️▪️
غزتِ الجِراحُ قبيلةَ الكلماتِ ، أبدت فلسفات الغدرِ ، أنعشتَ المواجع .
تخطو على شفة الرياح ، تقلّب الإعصارَ ، ترتكبُ الزوابع.
والنارُ في نظراتها ، والدمعُ في همساتها ، وأرى الحدائقَ قد كستها بالزوالِ .
فإذا سمعتِ فما رأيتِ ، وإن رأيتِ فليس موتي.
▪️▪️▪️
للحالمين سعادةُ النسيانِ ، يشربُ من غدير الوقتِ ،
والبسَماتُ جذلى في حوارات الخيالِ.
لكنني الذكرى بلا طقس الطريقِ ولا سويعات المرابِع..
أتلو على نفسي بكاءَ الشعر في حُسْنِ المطالع..
والكاظمين الغيظ في وجه المدافع..
وتريدني فوق احتمالي .
فإذا رأيتِ كما سمعتِ فقد أضفتِ وقد محوتِ.
▪️▪️▪️
قطَع الزمانُ تذاكري ،
وضجيجُ آمالي على سككِ ارتجالي
مدمىً بقارعة القطارِ ، بلا استعارات النزالِ..
لا للرحيل أو الوصالِ .
مدمىً و ذاكرتي على شرف الرمالِ..
فإذا .. فما حقًا دنوتِ ..
▪️▪️▪️
العودُ متكئٌ على عصب الغناءِ يبوح أحيانًا بلحني.
أوتارهُ التاريخُ إذ يُقصي ويُدني .
والقادمون إلى المدى ، نغماتُهُ الثكلى ، على الآفاق حُزني.
“دو ، صولُ “
أتعبني القناع..
“دو ، صولُ ، ري”
أملي يعاقره الضياع
“دو ، صول ، ري ، لا ، صولُ”
في نسق الحقيقةِ أن تجيء ولا تجيءَ ،
العزفُ معنى كالصدى ،
رمقي الأخيرُ ،
قصيدةٌ شُرِبت قُبيل هطولها ،
غرقٌ يناصره السفينةُ و الشراع…
▪️▪️▪️
ها أنت وحدكَ يا “أنا”
يا أيها السرّيُ جدًا ، ما لديكَ سواكَ ،
فاعزف ما تودُّ إذا أردتَ ،
ولملمِ الأشلاءَ ذكرىً للحياةِ إذا أردتَ ،
الآن وحدكَ ، لستُ أبكيكَ ، الرثاءُ لمن ؟
فقاومني أنا السمُّ البطيءُ ،
عذابك الأبديُّ ، معناكَ الصليبُ على اللغاتِ ،
ومعشرِ النغماتِ ،
فاعزف ما تشاءُ إذا أردتَ ،
الآن
يا أبدًا وحيدًا ، في لحاظ الحبرِ ،
فاعصف ما تشاء من الكتابةِ واستقم ،
لا عينُ مغرمةٍ ستسمع سحرك الأخّاذَ ،
لا أُذنٌ ستبصرنا معًا ،
يا أيها المسمومُ بي ،يا سرّيَ المذبوحَ فيهِ ،
أنا .
▪️▪️▪️
العودُ متكئٌ على عصبي ، يدندنُ من بعيدٍ بالمحالِ .
أُبدي له شخصي ويطلبُ ما حبستهُ في خيالي .
لمن الغناءُ؟
وأنت مسجونٌ مداي ..
لمن القدومُ
وقد تمنّعَ في خُطاي ..
يا أيها السرّيُّ جدًا في رِدَاي ..
العود متكئٌ وأنفاسي عِدَاي
أأقاومُ الموتَ البطيءَ ، ولستُ أعلمه سواي؟ ..
▪️▪️▪️
عبثٌ يداعبُ لُجّةَ الليلِ الفريدِ
متقمّصًا نغمَ الحرائقِ بالوجودِ
جافيتُهُ وبكاءُ جفني في وريدي
فدنا وأدماني هناك.
عبثٌ يدغدغ سيفَهُ المتسَيِّدا
فأشُدُّ من أزرِ الحديث ليُغمَدا
بيني وبينه ألفُ موقعةٍ سُدى
ووجوه أوجاعي ضِحَاكْ..
▪️▪️▪️
عبثٌ ينازعني اليراع
فأعودُ نحوكِ لائذًا وجليلُ جرحي مقلتيكِ
متشبثًا واللحنُ في عمقي يشنِّفُ مسمعيكِ
ها قد رأيتِ وقد سمعتِ ، فما يقربني إليكِ ؟!
عصام مطير البلوي
تمت بفضل الله قصيدة شعر تفعيلة على البحر الكامل .