نصوصشعر

الصعود إلى سطح قافية

لحمدان عندي ،
نخيلُ الطفولةِ والذكرياتِ ،
وطيفٌ من الطرب المتوهجِ في لذة الفوز بالأمنياتِ ،
هناكَ ولا صافراتٌ
تعيق الحمَام عن السفح ، إنّي رأيت صديقي ،
وقد طاف بي بين سهلٍ ومهلٍ،
على شعر رابعة العدويةِ ،
عاشقتي المستقيلةِ من حبي الفاشل المستعار من الصمتِ ،
يا موتُ يا موتُ ،
ها قد تعاليتُ في عمق ذاكرتي وارتميت ،
فذاتي حديث المجازات باليمّ
والموعد المستحيل بجفن النوارسِ
يا صوتُ يا صوتُ ،
ها قد تقدمت في الفصل ،
حمدان غابَ
فأيقنت أنّ حضوري
خناجرُ في عنفوان النهارِ فعُدتُ
حروفًا على جذع طاولة الأغنياتِ ،
أقبّل مدرستي وصلاتي بقاء الطباشير والحبر والأسرة الأبويّةِ
يا قادمين من الغربِ !
عودوا إلى القبو
إنّي على فرسين من الدمع أشرعتُ
نفسي لغصن العصافير والروح والغيم والذاكرةْ..
أيا عالم النار والنظرة الماكرةْ..
بماء قصائدنا الشاكرةْ..
سنبقى نهارا

▪️▪️▪️

تقدمتُ نحو مُحالي ، أجهز راحلتي وحداء السراب :
رماديةٌ شمس هذا الشروقِ ،
قفي يا قوافلَ ، لا شيء عندي سوايَ،
قفي يا قوافلْ..

▪️▪️▪️

أناصرُ ذاكرتي أتأمّلُ ما كان في الصفِّ ،
والجرس المتغطرسُ
يعلن أمسي ، وأمسِ الحديثُ على قاربٍ
من ربيع اللغاتِ ،
فها نحن عُدنا ، كتَبنا محَونا ،
وحمدان ، حمدان غابَ
وجمعٌ غفير ٌمن النحتِ بالنغمَاتِ ،
فأشعلتُ ملحمةَ اللحنِ ،
أطلقتُ “زاعم” والموج و السلحفاة التي صادفتنا ، وأرجعتُ همسي ،
هزمتُ المصانعَ والدور واللافتاتِ ،
احتجزتُ الرهائنَ ، حرّرتهم برحيق الخيالاتِ ،
أعلنت نفسي ،
وصحراؤنا ترتدي كلماتي:
قفي يا قوافلُ ، إنّي نحرتُ الهروبَ وقررتُ معركتي بمجيئي ،
قفي يا قوافلْ

▪️▪️▪️

هناكَ
على ساق شاطئنا والغرام يطوفُ

على مقلتيه ليبصرها
جيدًا جيدًا
بعد أن فقدَ الحسَّ في طوبنا المتعالي ،
تطلُّ على البحر بين التلالِ ،
رمل ٌيراقبها ،
وضياءٌ وحشدٌ من الدهشة السمكيةِ ،
هل أعلن الموج عن ثورة الملح واللون والكبرياءِ؟
أشاهدُهَا ضحكةً للنجومِ ،
أشاهدها غمزةً للغيوم ،
أناشيدَ ريحٍ ، وترحابَ شيحٍ ،
هناك ، هنا ، ذكرياتي ..

▪️▪️▪️

أحرّرُ ذاكرتي ، أتجمّل ،
أُبصرُ قريتنا والجبالَ الغنيّةَ بالربِّ ،
أمشي إلى “الكرِّ” ،
أنسجُ ما كان منّي وإبلِ العشيرةِ والحُبِّ ،
يا أيُّها الشرقُ !
يا أيها التائهُ المستقيمُ ،
هناكَ هنا ذكرياتي ،
أساطيرُ أجدادنا وبُكاءُ المفازةِ ،
لكنَّ حمدانَ ، حمدانَ غابَ ،
وأشرعةُ الوقتِ فينا وجودًا
تعودُ بنا نحو ما يشتهيه المجازُ ،
وسلسلةٌ من حكاياتنا
بالصعود إلى سطح قافيةٍ
واكتشافِ الحياة الثريةِ في كوكب السحرِ ،
يا أيها القادمون من الغربِ !
عودوا إلى الموت ،
إنّي اقتناص الربيع بموهبة القفز في الظلماتِ ،
وقدحِ الحصاةِ ، وحبّ الحياِة ،
نهارًا جهارا

▪️▪️▪️

رماديةٌ شمسُ هذا الشروقِ ،
وبردُ دمٍ بالعروقِ ، قفي يا قوافلُ
بل كل شيءٍ لديَّ سوايَ ،
قفي يا قوافلْ !

شعر : عصام مطير

إلى روح صديقي وأخي الذي عشت معه بعضًا من طفولتي وكل مراهقتي بالشارع والمدرسة والبحر والبر ، حمدان عبدالله رحمه الله رحمة واسعة


الصورة الملحقة ، شاطئ زاعم – مدينة الوجه

3 2 votes
تقييم الأعضاء

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض