أنا يا عصفورة الشجن...
 
الإشعارات
مسح الكل

نقاش أنا يا عصفورة الشجن ، علي بدر الدين

User Avatar
(@essammutair)
Estimable Member Admin
التعبير
المقام السادس
Points: 515979
انضم: منذ 12 سنة
المشاركات: 66
بداية الموضوع  

 

 

 

"أنا يا عصفورة الشجنِ
مثل عينيك بلا وطنِ
،
بي كما بالطفل تسرقهُ
أول الليل يد الوسنِ"

من قصيدة غنتها فيروز ، وقد اتضح أن كاتبها رجل الدين : علي بدر الدين ، الذي منحها للرحباني ،

ويهمنا في النص ، "بلا وطنِ " إذ يبرز الإنسان القابع بالشعر هذه المرة كاشفًا عن ذاته ضد الشخص الذي يعني انتماءه للجماعة والمكان والسلطة ، وهذا ما ميّز النص ، ومنحه أفقًا يصله الجميع ، فنزعة الشعر الموجودة لدى كل شخص منا إنما هي نداء "الإنسان" المشترك بيننا ، وهذا ما يجعل النصوص تتفاوت بجمالها وفق مقدر "النداء" المقاوم للهوية الشخصية .

▪️علينا النظر أيضًا في كون "الوطن" بهذا العصر يحمل بُعدًا سياسيا لازما له ، وقول رجل الدين (الإسلامي/الشيعي) يكثف الشعور الجمالي بالنص ، (حين معرفته) عبر رغبة الحرية ، فكونه يتجرد من شخصه إنما قد أطاع الكوني وتخلى عن الإيديولجية وهذا النوع من الجمال المنبثق من ذلك بالنسبة له هو اعتراف بالحرية ، لكن الشخص المسيطر عليه بعد النظم منعه من الظهور شاعرًا للنص ،

(لو صدق الخبر بأنه فعلا صاحب القصيدة)

▪️إذن النص يحمل بالإضافة للإنسان القابع ونداءه المتفجر : رغبة الحرية ، وهو ما نستشفه حتى بعيدا عن هوية صاحب النص :

 

أنا لا أرضٌ ولا سكنٌ
أنا عيناك هما سكني

هذا النوع من الذوبان بالآخر هو امتثال للمشترك البشري : الإنسان المقموع في أعماقنا ، فالحب بين الاثنين هو رابط المقموعَين ، أما الشخص فهو شكل اجتماعي بُني على المصلحة والنفع والذريعة ، لذلك ما أن تعاظم "المجتمع" وانخراط الفرد به تضاءلت مشاعر الحب المجردة ، ولعلها كذلك تحولت إلى نسق شخصي يمثّل الامتلاك .

▪️حركة اللغة بالنص كانت ضد اللغة اليومية (التي تمثل المجتمع) وهذا معيار آخر للجمال الشعري وإن كانت بعض النصوص الشعرية المنخرطة بالشأن الاجتماعي تحمل جمالا مبنيا على الحدث والموقف الجماعي فإن جمالها كذلك يعتمد على مايشير للكوني والطبيعي وهذا يحتاج تفصيلا للروابط بين الذات والطبيعة .

▪️البندول الذهني للشاعر يدفعه للمراجعات في موقفه ، لكون المقموع لا يصح عليه أن يبقى حيًا بالنص فالشعر تذكار ، وهذا نستشفه من البيت الأخير :

أيُّ وهمٍ أنت عشْتُ به
كُنْتَ في البالِ ولم تَكُنِ

 

▪️أبيات الشاعر مقاربة لأبيات المتنبي :

 

بِمَ التَعَلُّلُ لا أَهلٌ وَلا وَطَنُ
وَلا نَديمٌ وَلا كَأسٌ وَلا سَكَنُ
،

أُريدُ مِن زَمَني ذا أَن يُبَلِّغَني
ما لَيسَ يَبلُغُهُ مِن نَفسِهِ الزَمَنُ

لكن هناك فروق بينهما وينبغي تقبّل مثل هذا التناص الشكلي (المفردات) مقابل الاختلاف النوعي بينهما فالشاعر بدر الدين اتجه باغترابه نحو من أيقظت حريته بالحب والهيام ، في حين اتجه المتنبي نحو رغبته بالتحرر من الزمان وفعله ، والمتنبي يطلب الشخص وإن كان الإنسان المقموع في نصه ينبض ، في حين بدر الدين اعترف بإنسانه ولم يتجاوزه .

 

النص كاملاً :

 

أنا يا عصفورة الشجنِ
مثل عينيكِ بلا وطنِ
،
بي كما بالطفل تسرقه
أول الليل يد الوسنِ
،
و اغترابُ بي و بي فرحٌ
كارتحال البحر بالسفنِ
،
أنا لا أرضٌ و لا سكنٌ
أنا عيناكِ هما سكني
،
راجعٌ من صوب أغنيةٍ
يا زمانا ضاع في الزمن
،
صوتها يبكي فأحملهُ
بين زهر الصمت و الوهنِ
،
من حدود الأمس يا حلمًا
زارني طيرا على غصن
،
أي وهما أنت عشتُ بهِ
كنتِ في البال و لم تكنِ

 

IMG 0351

 

https://on.soundcloud.com/PfMvxVxh1nucYegK6


   
اقتباس
شارك:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض