هأنتَ تجمعُ ما رمَتْهُ سمائي ..
وتقولُ شيئاً فيهِ من أشلائي
،،
كوّنتَ نفسكَ من رجيعِ مواجعي..
وظننتَ أنَّ الخَفْضَ كالعلياءِ
،،
من ذا الذي كسرَ العذابُ عِظَامَهُ..
فتساقطت كِسَفاً على الأنحاءِ ؟!
،،
إنّي قدمتُ إلى الوجود قصيدةً ..
ورميتُ خلفي معشرَ الشعراءِ !
،،
دعْ عنكَ فعلَ الجاحدين لربّهم..
فالسحرُ سحري والثراءُ ثرائي !
،،
هذي القلوبُ أنا الذي في نبضها..
هذي الأغاني كلّهنَّ غنائي
،،
ويدي تلوّحُ بين قافيَتين ، هل..
عشقتْ يديكَ فغادرت بخفاءِ؟!
،،
أم أنَّ لصّاً والحنادسُ جندهُ..
سرقَ النقوشَ ورسمتي وسنائي؟!
،،
إيّاكَ تنكرُ فاليباس جحافلي..
إنْ خضتَ أرضي مُتَّ من بيدائي
،
انطقْ، تكلّمْ بالحقيقةِ ، واعترفْ..
إنَّ الذنوبَ وُجِدْنَ للرحماءِ !
،،
غفران ذنبك أن تلجَّ بمثلهِ..
وتزيدني ألماً بلا إبطاءِ
،،
أفلا ترى أنّي نزيفٌ دائماً
حتى أغاظت آمريكَ دمائي
،،
في مهجتي بثَّ الذبولُ خطابَهُ ..
وتمزقّتْ من لحنهِ أشيائي
،،
وتكاثرت جندُ السقوط فأمطرتْ..
لغتي السموَّ لكوكب العظماءِ
،،
يا أيها الغدرُ الذي كتبَ الأسى..
واستبدلَ الأموات بالأحياءِ
،،
ماذا لذاكرتي التي أتلفتَها ..
وبقيتَ وجهتَها بلا استحياءِ
،،
ما كنتُ أحسبُ بالمحبة جاحداً ..
حتى استلذَّ لموطني إقصائي
،،
نيلتْ عروقي والوفاءُ ربيبُهَا..
وغدوتُ معدوداً مع الغرباءِ
،،
تبّاً أغارَ الغادرون ونكّلوا..
برجاحتي وتقاسموا أضوائي
،،
ما أنتَ بدعاً بالخناجر إنّها..
طبع البلاد وديدن الجبناءِ
شعر: عصام مطير البلوي
تمت بفضل الله على البحر الكامل