الظلُّ ذاكرةٌ بلا رئتين تأتي
من بعيدٍ كي يظل البعد معنىً قائما..
والكحلُ في عينيكِ طقسًا غائما..
وإذا تهاوى السحر في متأمّليهِ وجفَّ ينبوعُ الخيالِ ،
رأيته مما تقومُ بهِ
السماءْ
،
قدري لأبصرَ بالمشاةِ العابرين مواكبَ النسيان ،
أن أحيا ثلاثيًا ، خماسيًا ، سداسيًا
وأُشعلَ بالفناجين
ابتهالَ الهاربين من المدينةِ والحشودِ ،
وأن أتوه لكي أعودَ ،
وسلطةُ الأرقامِ خلفي كاقتباسٍ باردِ..
،
قدري عظيمٌ
كيف أخفي السيل والوديان عاشقة لتكرار المواجع والغزال الشاردِ..،
وأنا كأسلوب الندامةِ جئتُ مخدوعًا بمغفرةِ الغناءْ
،
ما قال أفلاطونُ أو ما قالت الشعراءُ ،
طفلٌ يزدريه اللغزُ ،
والثدي المرصعُ بالأمومةِ غاص في وحل الأشعةِ
واعتلته شعائر الشبكاتِ والشكل المقيد بالسطوع وحِدّة الألوان يا .. ، ها نحن ،
بُعدٌ آخرٌ عنّا وأتلفنا به ياء النداءْ
،
وتوغّلت فينا العلومُ هزائما…
وهنا على هذا السرير مخدَّرًا
أرنو سؤالًا هائما..
يتقاسم التاريخ والسرد المطرّز بالندى
مع حاجبيك النائمين على نهارين التقيتهما بيوم واحدِ..
ماذا ستعنيه “هنا”؟
،
ثم ارتقت بي لحظتان من التحطمِ في قطارِ الحلم ، والبجعاتُ يندبن الشواطئَ ،
والخطابُ الأزرق المقتولُ تعزيرًا
بغازات المصانعِ ، يشتهي موتي ،
ويخشى
أن أكونَ الظل أو برواز ذاتي ،
خائفين
وخائفين
وخائفين ، هكذا ومضًا ونبضًا بالخفاء المرِّ،
أيدنا الأصابعْ..
ثم انتفضتُ من الحشود على الخيالِ
أقشّر المعنى
وأعصرُ برتقال الـ(لا) على وجه الزوابعْ..
فالخوف موهبةُ السفينة بالحفاظ على الهويةِ لكنِ البحّار أبلغ من رداءْ
،
أقسو على وتر الربابةِ حين أعزفُ ما
تناسبه الكمنجةُ كي أُعيدَ إلى التحدي روحه الخضراء معجزةً
وأمحو من مجاز اللحن هندمةَ القنابلْ..
،
قدري
بمنح الطعم رائحةً
ومزجِ الحبر بالممحاةِ أثناء التمزقِ ،
وابتكارِ القمح مفهوم السنابلْ..
قدري ليرتعد الفناءْ
،
فإذا تقمَّصتِ النسورُ صدايَ واقتنص المساءُ كآبة الضوضاء أعلنتُ الولادةَ بالمقابلْ..
،
بيني وبين الرمز ماءْ
بيني وبين العالم المكنون ماءْ
ثم ارتقت بي صفحتان من السباحةِ في كتاب الأم ، وارتفع النقاش إلى جموح جاحدِ..
،
ماذا يدور هناك خلف الصخرة العمياءِ؟
(يقتحم السؤال شفاه ليلى)
قال : إنَّ الوهم مهزلةُ الفضولِ
(فنالت الكلمات منها ما تنال الريح من رمل وديعٍ)
⁃ أيها البحار – قالت- لست ضوءًا ،
حيث ما ألقت بهذا الكون أنثى مقلتيها أيقظت عصب الحياة وأشعلَتْ حطبَ الديارِ..
وتعالت الخطوات أجوبةً لأسئلة المدارِ..
ونجوتَ أنت ، نجوتَ أنتَ من الدوارِ..
قال : الأماني لم تزل ، ويداي أصدق من ضياءْ
،
قالت وقال ،
بقصةٍ يتدفقان بها لتنمو عشبة الأيام في رمل المشاعر واحتشاد العمر أوجاعًا ،
وأخرى في صعيد الحلم تبحث عن حضورٍ في
ثقافات الطيور لتُثبِتَ المعنى بلا وجعٍ
بلا غضب التنطع في دروس النحو أو خوف السقوط بمادة التعبيرِ ،
أخرى يعتليها ويحتويها
الحب حتى لا مسافة للمسافر أو خلاف على البقاءْ
،
قالت وقال ، أهي ارتفاعٌ للثمار أم انخفاضٍ للجذورِ ؟ ، تثورُ ذاكرتي
فتأتي من بعيد ٍفي رداء الظلِّ كي تبقى
لهذا البُعدِ شكلًا عبقريًا ، وارتحال الكحل في جفنيكِ طقسًا سرمديًا ،
والخيال الحرّ إبحارًا ومغنى
،
شعر : عصام مطير البلوي
،
تمت بفضل الله القصيدة على البحر الكامل ، شعر تفعيلة