حزنُ النجوم بمرسمِ الفجرِ..
كعواءِ عاصفةٍ على قصرِ
،
تهفو ويأتي الصبحُ موعدَه..
ورسائلي في حبرهِ السرّي
،
قالت أتأملُ بالهوى قُبَلًا..
كم أنت موهومٌ ولا تدري
،
وبسطوةِ الإحساس في جسدي
وبما يقول الخمرُ للخمرِ
،
شكّلتُها ألمًا ألوذُ بهِ..
من شدة التوهان بالبحرِ
،
يا نغمةً هطلت لتقتلني
أنّى لهذا القبر من قبرِ؟!
،
أنشودتي شغفٌ يكرّرها..
بالسفح والصيّادِ والنسر
،
والدهرُ جرّب كل خاطرةٍ..
في ذهنه متأملًا سحري
،
ما لي أرى بمواجعي وطنًا
متعجرفَ التخييرِ والجبْرِ
،
واجهتُهُ حجرًا على حجرٍ
فأعادني شعرًا على شعرِ
،
روحُ الديارِ أحبُّ طالعَها
وسُعُودَها ومنازلَ الذِّكْرِ
،
لكنّها الدنيا وما فتئت
ممزوجةً بمكائد المَكْرِ
،
أبدت لقافلتي نواجِذَها
وتقلّدت في غفلةٍ أمري
،
فأنا وتلك الشمسُ كاشفةً
وأنا وهذا الليلُ في الجهرِ
،
عطرٌ يطاردُهُ الذبابُ وكم
أعجوبةٍ بديارنا تجري
،
يا أيّها الذاوون مسرحكمْ
رملٌ أراد مقامةَ البدرِ
،
أو ما يراهُ النهرُ فلسفةً
مخدوعةً بقريحة البئرِ
،
وأموجُ أجوبةً لأجوبةٍ
دون الوقوع بمأزقِ الحبرِ
،
ولقد علمتُ بقول فاتنتي
أنَّ اللقاء بحُرقةٍ يُغري
،
قالت فكنت رسالةً قُرِئت
في ندوةٍ للغصنِ والجمرِ
،
ومضيتُ أسألُهَا وتسألُني
حتى استضاءَ الثغر بالثغرِ
،
شعر : عصام مطير البلوي
تمت القصيدة بفضل الله على البحر الكامل
الرسمة الملحقة للفنان الفرنسي كلود مونيه تـ1926م