أحكي لكِ الهمَّ بل أحكي لك الوهْمَا..
حبٌّ أناخَ بعيني القوسَ والسهما
،
طبيبةَ العينِ ما جدوى العلاجِ وقد..
جفَّ النهارُ وأجفاني بهِ كَلْمَى ؟!
،
سيلُ الخيالاتِ من روحي منابعُهُ..
من ذا يحاولُ تعريفًا لها يُدمى
،
الريحُ نائمةٌ ، موتي بيقظتِهَا..
والبحرُ يسألُني الغفرانَ والرُّحمى
،
وخطةُ الكونِ أن أرمي الفؤادَ بها..
وأُشعِلُ الشمسَ حتى تنقشَ الغيمَا
،
هل يعلمُ العلمُ طبًّا فيهِ يُنقِذني..
وقد تأبّطهُ : مَن أنبَأَ الحُلمَا ؟
،
ما أطيبَ العيشَ في المريخِ أو زحلٍ..
إن كانتِ الأرضُ في عينيهما رَجْما
،
فموطني أغلقَ الأبوابَ عن رئتي..
وغربتي ألبستها ليلةً هَيْمَى
،
ألوذُ بالحرفِ من معنىً يطاردُنِي..
وكيف يمنعهُ أن جاءَهُ الأعمى؟!
،
لقد بُليتُ بساعاتِ الهروبِ فما..
كانت لياليَّ إلّا النثر والنظمَا
،
بأيّ ركْبيهِمَا ألقى المرامَ بِهِ..
والنفسُ عاصيةٌ والساقُ والمرمى
،
الله يغفرُ ما أخفيتُ من حِمَمٍ..
وما تلوتُ على الأشهادِ من حُمّى
،
أصابَني ما أصابَ النجمَ في زمنٍ..
لا تسألُ الناسُ فيه الليلَ والنجمَا
،
وحدي كأنّي خيالٌ في مخيّلتي..
معْهُمْ كأنّي جوابُ الشرط من “أمّا”
،
أمّا الوجودُ فلا أدري حقيقتَهُ..
أرسمةٌ بالمدى أم ما عدا الرسمَا
،
لم يتركِ العشقُ مرعىً للرعاةِ ولا
نَبعًا سوى الجرحِ والتنهيدةِ العظمى
،
كم اختنقتُ كحجاجٍ بِجيدِ مِنى
وكم قُتِلتُ وقلبي المنهجُ الأسمى
،
لا أشتكي الدهرَ ، لا أرجو المدينةَ بالمجيءِ ، لا أسألُ الأضواءَ ، لا أطلبُ الجوديَّ ، لا أشتمُ الشتاتَ ، لا ألعن التقسيمَ والظُـلما..
سيّان بعد مماتي البؤس والنُعمى..
ومنتهى الأمر أنّي في خيالاتي..
أكلّمُ الأمسَ، أرنو الذكرياتِ ،أشمُّ موعد الراحلينَ، أسمعُ الهمسَ، ألمسُ السماءَ ، أذوقُ طعمَ طيّاتي..
وأمتطي في ثنايا الطيف زلّاتي..
وعُقمَ آهاتي..
منذ التنائي أنا في فضاءِ الحاضراتِ الغائباتِ..
حشدٌ من الودعِ المضروبِ تلبيةً..
على مقاعدَ من ذكرياتي ، أمنياتي ، أغنياتي..
ورقصةُ الموجِ بالأحداقِ مسرحُهَا 😩
،
شعر : عصام مطير البلوي
،
تمّت بفضل الله على البحر البسيط هذه القصيدة الممزوجة الشكل والأحادية الوزن “البحر البسيط” غالبًا إلا في سطرين بامتداد من البحر الرمل ..