أغادرتَ أم أنّي لحبكَ غادرُ..
أم الشوقُ أضنانا فعزّت معاذِرُ؟
،،
عصافيرُ قلبي في خُطاكَ بلادُهَا..
ونبضي حبيسٌ ودَّ أنهُ طائرُ
،،
وما العيشُ إلا أن تكونَ بجانبي..
وما الموتُ إلا أن تقولَ أُحاذِرُ !
،،
جرى بيننا كيدُ الدفين بطلسمٍ..
فأدبرَ مسعودٌ وأقبلَ صابرُ
،،
وأمسَت بشطآن الوصالِ قطيعةٌ..
أثارت وأنكَتْ والمنايا بواخرُ
،،
على صفحتي خطّ الزمانُ خطابَهُ..
وصبّت عليكَ الزاجراتِ الزواجرُ
،،
وما كنتُ أدري أنَّ بُعدَكَ رابحٌ..
وأنّي بأعناقِ المحبَّةِ خاسرُ
،،
وما كنتَ تدري ما المكانُ وأهلهُ؟
وأنتَ على خدِّ السماء تحاضرُ
،،
سقى اللهُ قلبينا بنور كلامِهِ..
وبدّدَ أقدارًا رمَتها الخناجرُ
،،
على أنَّ ظلمًا ما يزال بجندهِ..
يُديرُ عذابًا لكنِ اللهَ قادرُ
،،
بعطركَ آمالي ونبعُ مناهلي..
وثوبُكَ إعلاني وأنتَ السرائرُ
،،
وعينُكَ عيني بالحياةِ وضدِّهَا..
وعند إلهي يوم تأتي المصائرُ
،،
أقلّبُ جفني علّ هجركَ غائبٌ..
وأرسمُ أيامي كأنّكَ حاضرُ
،،
مضيءٌ بشمسٍ قد كتبتَ كتابَها..
منيرٌ ببدرٍ من ثراكَ يبادرُ
كتومٌ جهورٌ أعظمُ الناسِ جملةً..
غضوبٌ حليمٌ في جفاكَ محاصرُ
،،
وأسئل نفسي ما فعلتُ بمضغتي..
وقد شعَّ من سُؤلي خطيبٌ وشاعرُ !!
،،
أيا زهرةَ الرمّان هلّا أجبتِني..
فإنّي على نيلِ الإجابة ناذرُ
،،
ونفسي تلقّاها الغيابُ وضمَّها..
وكأسُ سكوتٍ ماتزال تعاقرُ
،،
أيرجع للشام القتيلةِ شعبها..
وتقرَعُ أبوابَ العراق البشائرُ؟!
،،
وينبعُ وجه القدسِ من قلب غزةٍ..
ويشدو على أشجار حيفا المهاجرُ ؟
،،
ويَعزفُ في أوتارِ ليبيَّةَ الهوى..
ويُسمعُ بالسودانِ طهَ وغافرُ
،،
ومصرُ تضاهي بالأمان كواكبًا
وتعلو بإنتاج النجومِ الجزائرُ
،،
ويغرقُ في ذاك الخليج مُخاصمٌ..
وبالمغربِ العيش الكريم يفاخرُ؟!
،،
ويذهب ليلٌ يأكلُ الضوءَ ضيمُهُ..
بصنعاء حتى تشتهيكِ النواظرُ ؟!
،،
كفى ! كلّ هذا ما لزهرتِكَ الأسى
ألا أين سعدٌ والعقولُ حناجرُ ؟!
،،
صدقتِ ومن أعطاكِ أجمل حلّةٍ..
كذا أين حبي والفِعَالُ دفاترُ؟!
،،
أُرِقتُ وما نزفي يردُّ لخافقي..
جواهرَ أمسي إنْ نستني الجواهرُ
،،
وإنّي وهذا اليأس يسرحُ ها هنا..
سينثال مني للرجاءِ عساكرُ
،،
لأبعثَ من هذا الهشيم مشاتلًا..
تسابقُ نحو الزهرِ منها الجآذرُ
،،
وأخطفُ دربي أن أبيتَ بحضنهِ..
فؤادُ مُقامي لا الفؤادُ المسافرُ
،،
وأُلحِقُ بالإخفاء وقفَ مرتّلٍ..
ليظهرَ حرفٌ ظنَّ أنه غابرُ
،،
وربِّكَ لن ينجو بدسِّ سمومه..
وإنْ كانَ عقدًا علّقته السواحرُ
،،
حريٌّ بمثلي أن يردَّ مظالمًا..
لروحٍ أسيرٍ أو لروحٍ تآسرُ
،،
على كفِّ طاغوت الحياةِ قضيتي..
وإني لعمر الله فيها مغامرُ
،،
فإن جارت الأيامُ لستُ بتاركٍ..
طريقي ولو رمّت عليه الأواصرُ
،،
أجدّدُ آمالي وما النيلُ جالبًا..
لقاءً وقد هُدّت عليه القناطرُ
،،
ولا خيرَ في دنيا يكونُ حضورها..
إذا أنت عن عيني نهتكَ الضمائرُ
،،
أجاهرُ في حبّي وأُعلِنُكَ الهدى..
وكم نالَ منّي بالديانةِ كافرُ
،،
وقد كنتُ أُخفي رُبَّ وحيكَ زائفٌ
فما نفع إسراري وأنت تجاهرُ ؟!
،،
وما ضرّ قلبينا ونحن كما ترى..
أوائلُ ليلٍ ، للنهارِ أواخرُ !
،،
تمسّكْ بيمنى مَن تحبُّ فإنّها..
على عهدها سيفٌ ودرعٌ وثائرُ
شعر: عصام مطير البلوي
،
،
تمت بفضل الله على البحر الطويل ..