مع الجريدة ، نزار ق...
 
الإشعارات
مسح الكل

نقاش مع الجريدة ، نزار قباني

User Avatar
(@essammutair)
Estimable Member Admin
التعبير
المقام السادس
Points: 515979
انضم: منذ 12 سنة
المشاركات: 66
بداية الموضوع  

 

"شربتُ من فنجانهِ.. سافرت في دخانهِ

وما عرفتُ أين

كان هناك جالساً.. ولم يكن هناك

يطالع الأخبار

وكنت في جواره

تأكلني الأفكار.. تضربني الأمطار"

مع الجريدة ، نزار

▪️ لجاك دريدا مقولة تعريفية عن الشعر : إنه اقتصاد الذاكرة ، وشرح جملته تلك بـ( ينبغي للقصيدة أن تكون موجزة)

يبرز في نصوص الشعر الثنائيات ، الأقطاب ، المتضادات ، والمترادفات ، في المعاني والألفاظ ، وليس هذا سوى منح النص إمكانية إبلاغ المعاني الكبرى بإيجاز من خلال تلك الألعاب اللفظية السابقة ،
وليس هذا الاتجاه لكون الشاعر مريضا بنفسه أو مكبوتا جنسيًا كما قد يزعم أحدهم ، لكن لأن الشعر هويته الإبلاغية توجب طرقا مختلفة عن الحديث اليومي ، إنها طرق كما يراها جاك دريدا تعبّر عن (اقتصاد الذاكرة) .

▪️حين يقول نزار : "كان هناك جالسًا ، ولم يكن هناك "
هذه الجملة أيضًا لا ينطبق عليها : اجتماع النقيضين ، وهو محال بالمنطق ،
إنها جملة شعرية ، تحمل الإثارة والدعوة للتأويل ، إنها رمزية ، وليست مباشرة ، وبالتالي أثارتنا عاطفيا ودعتنا لفهمها بعمق ،
(كان هناك جالسًا ) بالنسبة له هو ، وللآخرين باستثناء الأنثى التي تقمصها نزار بشعره حاكيًا عن إعجابها به وهذا الاستثناء نفهمه بالنقيض (ولم يكن هناك)
فهو كان هناك جالسا للناس ولنفسه ، ولم يكن هناك جالسا لي ، لم ينتبه لي ،
إن وجوده أصبح عدمًا لكونه لم ينتبه لها ولم يعرها أي شيء،

▪️لكارل يونغ رأي بديع بالرد على فرويد ، ليحيد المعالج النفسي عن اختزال الفن بالأمراض ، :

(كل شخص مبدع هو ازدواجية أو تركيب لصفات متناقضة ، فمن جهة هو كائن بشري يتمتع بحياة شخصية ومن جهة أخرى هو عملية إبداعية لا شخصية .
ككائن بشري قد يكون صحيحا أو مريضا ... أما كفنان فلا يمكن فهمه إلا وفقًا لتعابير إنجازه الإبداعي ، وسنرتكب خطأ فادحا إذا اختزلنا نمط حياة نبيل إنكليزي أو ضابط بروسي أو كاردينال ، إلى عوامل شخصية حيث يعمل النبيل والضابط ورجل الدين كموظفين غير شخصيين)

كارل يونغ / الروح في الإنسان والفن والأدب

▪️"سافرت في دخانه" ،
الدفء الذي أشعر به في هذه الجملة ، جاء من لطافة فكرة أن تسافر مع من تحب ، لكنه هنا سفر في من يحب ، وبمزيد من العاطفة هو سفر في دخان من يحب ، إنه تصوير يمثل لنا أعلى تركيز لفكرة الهيام والتمني.

من لديه إضافات على نص "مع الجريدة" فليتفضل ، ومن الممكن الاطلاع عليه من الشبكات ومنحنا رأيه بالجمالي الذي أثاره بالنص .

 

 

 


   
اقتباس
وسوم الموضوع
User Avatar
(@ali)
New Member Author
المقام العاشر
Points: 116
انضم: منذ 12 شهر
المشاركات: 3
 

تبدأ القصيدة باستهلال رائع.

 

"اخرج من معطفه الصحيفة... وعلبة الثقاب
ودون أن يلاحظ اضطرابي...
ودونما اهتمام
تناول السكر من أمامي..."

 

استهلال يبني مشهد متكامل لامرأة تجلس في مقهى مع رجل غريب يحمل جريدة،  يأخذ علبة السكر من أمامها دون أن ينتبه لعينيها التي تنطق بالكثير...
كان منهمكا في متابعة الأخبار، يعيش في عوالم الصراع، غائبا عن لحظته الراهنة، ولا يعلم ماذا يفعل بتلك الإنسانة الرقيقة التي ذابت به شوقا وعشقا.

"ذوب في الفنجان قطعتين
وفي دمي ذوب وردتين
لمسلمني... بعثرني
ذوباني... آه... دوبيني"

عشقها اللحظي له جعلها تشعر بوحدة الحال فأصبحت هو وهي كيان واحد لا يتجزأ، فعندما يشرب القهوة تتراقص خلاياها طربا لتذوق البن، وعندما ينفخ دخان سيكارته تندمج مع الدخان لتسافر إلى أماكن مجهولة لعلها لتلك الأخبار التي يقرأها..
حيث لا تعرف من عوالمه شيئا، كل ذلك وهو لا يزال غائبا عنها بأخبار جريدته البائسة.

"شربت من فنجانه
سافرت في دخانه
ما عرفت أين...
كان هناك جالس
ولم يكن هناك...
يطالع الأخبار كان هناك"

 

لتنهي القصيدة بلومه على غيابه عن اللحظة، غيابه عنها بأخبار الآخرين في الأماكن البعيدة، حيث يعيش معهم في المجهول ويغيب عنها وهي المتلهفة لمحادثته، يقرأ أخبارا لدول بعيدة وهو لا يدرك كمية الأسرار والأخبار المخبأة في عيون تلك الصبية التي تشاركه المقعد.

 

"يا ليت فكر أن يقرؤني...
ف في عيوني أجمل الأخبار".


   
رداقتباس
User Avatar
(@essammutair)
Estimable Member Admin
التعبير
المقام السادس
Points: 515979
انضم: منذ 12 سنة
المشاركات: 66
بداية الموضوع  

@ali إضافة مميزة يا علي وبها الكثير من التأملات الجميلة


   
رداقتباس
شارك:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض