سامحينا أنْ ظننّاكِ عدوًّا
وتركناكِ حديثَ الشعراءْ
،
وتمسَّكنا بسقفٍ سامريٍّ
وتعبّدنا بدينِ الكهرباءْ
،
أرعدَ العمرانُ عهدًا يزدرينا
وأناجيلَ هواءٍ لهواء
،
سامحينا إنّنا الآن ذبولُ الـ
ماءِ محمولًا بتابوت البكاء
▪️▪️▪️
يلهثُ الوقت ويشكو من فراغٍ
ملأ الكونَ بأشلاءِ الأغاني
،
وغزالُ الحيّ يرمي مقلتيهِ
ومن الصدِّ الملاقيهِ يعاني
،
وأنا الآن خيالٌ وسرابٌ
واقترابٌ وابتعادٌ وأماني
،
حرّكي الصحو قليلًا حرّكيهِ
ودعينا في رحاب الأنبياء
▪️▪️▪️
مسرح الشاشاتِ مملوءٌ بوهمي
ما ملأتُ الكأس إلا بالمرايا
،
وجفوني جاثماتٌ عابثاتٌ
نظرةٌ تهفو وأخرى للمنايا
،
قد توضأتُ بأحلامي وناديـ
تُ بطولاتي وأشعلتُ النوايا
،
فإذا بي عند أمسي كظلالي
وإذا بي لم أنل غير الرثاء
▪️▪️▪️
يا فتاةً حمّلوكِ الذنبَ حتى
لبس الذئبُ تراتيلَ المعابد
،
حسرةُ الظلِّ من الحطّاب كانت
فتركناهُ وعاتبنا الفدافد
،
ورأيناكِ مع الدهر عدوًا
فرميناكِ بخيبات القصائد
،
وبقينا ورِكَابُ النجم تمضي
وتشبثنا بأوهام المساءْ
▪️▪️▪️
كم بهذا الجفن من موتٍ ثقيلٍ
أغطشَ الدربَ وطاعتهُ عصاي
،
وقيودٍ عن يمينٍ ويـسارٍ ،
وجمودٍ من وِهَادي لرُباي
،
هل تناءيتُ عن الروح لأشقى
أم تماديتُ فخانتني يداي؟
،
سامحيني ، يا ابنة الكون فإنّي
مثلهم ، جبرًا تجرّعتُ البناء
عصام مطير البلوي
تمّت بفضل الله القصيدة عمودية رباعية على البحر الرمَل