غرقٌ يـقاسِمُهُ التـسكعُ باقتـدارِ
يتنافسان كشاعرين على اختصاري
،
عيناكِ ، هل أبدو شهيّا للربيعِ –
– وقد تأبطني جراحاتُ الكناري
،
والحزنُ معركةُ الصهيلِ ورقصةُ الـ
بدر الكسير ونفحتان من انتحاري
،
وأعزُّ ما أرجوهُ في نسقِ الهوى
نيلُ السلامةِ والرجوعُ إلى الديارِ
،
متطرفٌ هذا الجمالُ ، وخائفٌ
قنديلُِ نبضي من سناكِ هنا جواري
،
فأفرّ منكِ أريدُ مكرمةَ المدى
وأعود ظمآنًا و يتلوني دواري
،
وإذا ارتديتُ الحبرَ سِترَ صبابةٍ
أشعلتِ في غسق القصيدة ما أداري
،
يا لوحةَ الفنّان جودي للدجى
وتصدّقي من وجنتيكِ على النهارِ
،
فقد اشتهى دهرُ المرارة قُبلةً
بنّاءةً يمضي بها نحو اليسارِ
،
وكما يكونُ الزهرُ غصنًا ثائرًا
كوني لهذا القلب تغيير المسارِ
،
فالفنُّ أن نبقى إذا كثُرَ الرحيلُ-
وأن نغادر عن غلافٍ أو شعارِ
،
والفنُّ إقدامٌ وفزعةُ خائفٍ
وتأملٌّ يُدني الكواكبَ للبحارِ
،
وتوجّـعٌ ، وتبسّمٌ ، كولادةٍ
وكرحلةٍ يعلو بها عشم الحوارِ
،
لا شكّ لكنّ الحقيقة جملةُ الـ
ألوان تحكي الضوءَ في يدِ الانكسارِ
،
وشريعةُ الرسّامِ تذكيرُ الورى
أنَّ الحياةَ لها تجلٍّ بالتواري
،
وإذا أردنا والطريقُ معطّلٌ
سكبَ الخيالَ لكي نصرَّ على الثمارِ
،
وأرى البراعةَ في مسيرتهِ بنا
نحو الطبيعةِ ، والنباهةَ أن يباري
،
والفنُّ موعظةٌ ، وحبٌّ صادقٌ
وصياغةُ المعنى وصُنعٌ للقرارِ
،
وعلى سبيل الناظرين إلى المُنى
دمعٌ شجيٌّ أو خلاصٌ من غبارِ
،
يتشعّب التعريف لكنّي هنا
ما بين آلامي وآمالي الكبارِ
،
متخصصٌ بالموج حين هيامهِ
وقراءةِ المجهول في قلب المحَارِ
،
ويقودني وجعي لأنّي كافرٌ
جدًا بشيطان المدينةِ والجدارِ
،
وأرى الحضارةَ أن يكونَ قيامُنَا
وقعودُنَا شأنَ الطيور بلا حصارِ
،
وزيارةُ الوادي لديَّ فريضةٌ
وتنسُّكي طقس الخمائل والقفارِ
،
خيرٌ لنفسي أن تعودَ لأمِّها
محفوفةً بالصدق والسوَرِ القصار
،
من زيف معمارٍ ولُجّةِ شارعٍ
وصرير أبوابٍ وصيحاتِ القطارِ
،
ولقد تأسّفني المكانُ بدمعةٍ
عانيتُها غُصَصًا كمسقيٍّ بنارِ
،
عانيتُها ، والوهمُ أزَّ جنودَهُ
ضدي وأتلفني بفعلي وانتظاري
،
يا نرجسَ النغماتِ والسُحُب التي
أبدت مفاتنها على نزَقِ الصحاري
،
ماذا كعينيكِ اللتين أشاعَتا
لونَ الحدائق والقصائد والهَزارِ
،
أنَذا أعودُ ، ولستُ أعلمُ وجهةً
إلا هُمَا ، فحذارِ من قتلي حذارِ
شعر : عصام مطير
تمّت بفضل الله قصيدة شعر عمودية على البحر الكامل المرفّل
الرسمة الملحقة للرسامة الأمريكية Britnie Walston