رحلَ الرفاقُ وهيمنَ التسهيدُ..
خذني فإنّي كالزمانِ وحيدُ
،،
مُدُني صدى صوتي وذاكَ تأمّلي..
بين الضياعِ مطاردٌ وشريدُ !
،،
إنْ كنتَ تشكو من نسيمٍ ذابلٍ..
فأنا على شَفَةِ الذبول نشيدُ
،
سقطَ المكانُ على الضلوعِ بثقلهِ..
وانسلّ سيفاً بالحشا تنهيدُ
،،
ليتَ الذي سرقَ اللقاءَ يردّهُ..
إنّي وقلبي للعذاب عبيدُ
،،
كم كنتُ ينبوعَ الحياةِ ونهرها..
حتى تجلّى الكاعبُ الغرِّيدُ
،،
سُكبت نساءُ العالمين بساقِهَا..
ويشعُّ مِنْ إقبالهنَّ العيدُ
،،
وأفقتُ منّي كلّمَا دَنَتِ الخُطا
وأذوبُ في نظراتها وأزيدُ
،،
أعطيتُهَا مائي ورزقَ نواجذي..
وعشقتُهَا عِشْقاً عليهِ أميدُ
،،
نالت رؤايَ وكلَّ نجمٍ ثاقبٍ..
بسماء روحي وافتداها الجيدُ
،،
فتملمَلَتْ ومضت كما تمضي السحا
بةُ والكتابةُ والظِّبَاءُ الغِيدُ
،،
وبكلِّ ما بالنارِ من كفرٍ رمَتْ..
حقلي وأهوى مهجتي التصفيدُ
،،
حالي كحال القدس أرجو نصرةً..
وجميل تاريخي عليهِ صديدُ
،،
من يخبر الشعراءَ أنّ عساكري..
ذُبِحَت وجاء بحتفِهِا رعديدُ ؟!
،،
وأنا الذي كالريح حين قدومها..
لا يستطيع قتالَها الصنديدُ !
،،
يا مَنْ أجبتَ نداءَ حرفي راشداً
هُجِرَ الكتابُ ومُزِّقَ التجويدُ
،،
لا ذنبَ تحملهُ الخمورُ إذا ارتمى..
..بكؤوسِهَا القسّيسُ والعربيدُ
،،
انظرْ بفعلِ السابقين لأمّتي..
فقد ارتوى بكلامنا التعريدُ
،،
والجهل يرتعُ بالمنابر والمَنَا
ـيا كاسِرَاتٌ واليَسارُ مَصيدُ
،،
وولائمُ الأحزانِ في طُرقاتِنا..
كُبرى وما لقيَ السرورَ مُرِيدُ
،،
وهنا على رئتي جنودُ هزيمتي..
ويقودُهُمْ لخزائني الإقليدُ
،،
خذني ! فقد سلبَ الأمينُ أمانتي..
خذني ! فإنّي للخرابِ حَصِيدُ
،،
شعر : عصام مطير البلوي
،
،
تمّت بفضل الله على البحر الكامل ،
الإقليد= المفتاح ، اليسار =اليُسر والرخاء ، التعريد=الهروب والفرار