عِطَاشٌ ولا وصلٌ إليكَ يُجيبُ..
عيوني فويحي كيف سُرَّ النّحِيبُ
،،
وما في فراق الدهرِ عندي كآبةٌ
ولكنّ نأيَ الصالحين كئيبُ
،،
وأرمي بآذاني بلاداً وأدؤراً..
لعلَّ حديثاً للنعاة يخيبُ
،،
تفرّق شملي واستلذَّ بفُرقتي الـ
ـمغيبُ فهل يُدني إليكَ المغيبُ؟!
،،
سليمانُ يا نور الهداية دُلّني..
فإنّي لكل المظلماتِ نصيبُ
،،
تقوّسَ ظهري وامتلأتُ مرارةً..
وبعضي إلى بعضي أذىً وعطيبُ
،،
وقد كنتُ ألقى من لُقاكَ تعافياً..
فمَن بعد فقدان الطبيبِ طبيبُ ؟!
،،
ألا ليت قلبي إذ يعاقره الأسى..
يبوح بصمتٍ مُطبِقٍ ويتوبُ
،،
فلا خيرَ في دارٍ تمجُّ كرامَها..
ويخلدُ فيها خِسّةٌ وعيوبُ
،،
تعالَ خيالاً طافَ حول مدامعي..
وجمِّعْ شتيتاً تبتليه خطوبُ
،،
ذهابي بفيضٍ للدموع محبةٌ..
وطيفُ حبيبٍ للمحبّ حبيبُ
،،
كأنّ نهارَ العالمين مُكبّلٌ..
وليلٌ كفورٌ بالمكانِ خطيبُ
،،
وجندٌ من الأوجاع تصلبُ هَدْأَةً..
وأنت نبيُّ عـابدٌ ومُـنيبُ !
،،
وعند مشيبِ الجفن جئتَ بمُعْجِزٍ..
فأحييتَ شمساً والظلامُ خصيبُ
،،
لأبصرَ أنّ الجودَ بعد رحيلهِ..
يجودُ وإنْ ضمَّ العظامَ تريبُ
،،
إلى الله ما لله فيكَ ولم تذر..
لغيرهِ شيئاً يعتريهِ الوَجِيبُ
،،
أتيتَ وأهدتك السماءُ نجومَها..
رجعتَ وحزنٌ بالسماءِ سَكيبُ
تمت ، رثاء بعمي سليمان رحمه الله ،
القصيدة على بحر الطويل، من معاني الكلمات : النحيب= البكاء ، أدؤر= جمع دار ، تريب= تراب