ما لي أراكَ وقد شُدّت لك الجُزُرُ..
..مازلتَ بين كثيبِ الدِّعْصِ تعتفرُ
،،
هل انتهيتَ مِنَ الصِّمصَامِ معركةً..
أم أنّهُ الشيبُ والإقفارُ والدُّبُرُ؟!
،،
بالَ الزمانُ على جفنيكَ قافيةً..
يندى لها بجبين المغربِ الحجرُ
،،
لو كنتَ تعلمُ ما تخفي شواطئهم..
ما كان موجكَ يا فيّاض ينحسرُ
،،
لا يُرجعُ الزمن القتّالُ غاديةً..
هوَت و سحَّ على أسيافهِ المطرُ
،،،،
عمّرتُكَ اللهَ لا صحواً ولا مطراً..
أرنو إليهِ وقطبُ الروح منفطرُ
،،
أنّى الطريقُ وقد سارت إلى زحلٍ
أنّى الطريقُ وهذا الهجرُ ينتشرُ
،،
ماذا تقول نجومي حين أجمعُها..
هل للهوى مَقدِمٌ أم للنوى خبرُ؟
،،
في عرقيَ النابضِ المكنونُ مزّقني..
يهفو إلى أملٍ ظمآن يحتضرُ
،،
لولا الحياء لجفّ الحبرُ معتمراً..
بين الديار لعلَّ الناسَ تعتبرُ
،،
موتى عِطَاشاً جيادُ الوصلِ لا مرضاً
موتى وتاه مِن المأساةِ لي شجرُ
،،
مَن يغرف الحزن للعشّاق مندثرٌ..
حتى وإنْ سُرَّ في إغداقه القمرُ
،،
ناحت حمامةُ قلبي في منازلها..
والغصن يأكله الإعصارُ والخطرُ
،،
من هودج الشعر ينساب الهوى نغماً..
ويستبيح عروش الورد مقتدرُ
،،
يوحى إذا غربت دُكّت لنا مدنٌ..
على شغاف فؤاد الليلِ تندثرُ
،،
آهٍ على ثغركِ الوضّاء يا امرأةً..
في جيدها يحتفي بالمنزل السفرُ
،،
لقياكِ يا صبوة العشاقِ موقعتي…
..وقد قدمتُ كجيشٍ جاءَ ينتصرُ
،،
فما وجدتُ سيوفَ العشق نافعةً..
وما قنِعتُ بأنّي الهالكُ الخَسِرُ !
شعر : عصام مطير البلوي