لا سيفَ تمنعهُ الحروفُ عن الرِّقَابِ..
ما تكتبونهُ معشر الأعرابِ..
لا يخلقُ الماءَ الزلالَ و لا يردُّ لمن تشيّخَ عنفوانَ شبابِ..
هل مرّ أنَّ الحرف زحزحَ صخرةً
ويدُ الكتابِ على الكتابِ ؟!..
ما تكتبونهُ نزهةَ الديدان بين ذبائحٍ وترابِ..
إنَّ الطغاةَ الفاجرين بحمقكم جعلوا ديارَ المؤمنينَ لمهلِكٍ وخرابِ..
و براءةَ الأطفالِ تُذبحُ عنوةً..
و صبابةَ العشّاقِ نَعْقَ غرابِ..
لا شمسَ يوماً أشرقتْ
منذ اغتيالِ العقلِ و الإنسانِ في تاريخِنَا العرّابِ..
*****
صبَّ الخريفُ يباسَهُ ..
وتلألأت كُثُبُ الرِّمالِ و أمّلَ العربُ اصطيادَ سرابِ..
لو أنَّهم هجروا الحماقةَ مرةً ..
هجروا الجهالةَ مرةً..
لو أنَّهم لبسوا التسامحَ و العدالةَ و الأخوةَ مرةً..
لرأيتهم للعالمين منارةً..
و رأيتَ وجهَ الأرضِ ودْقَ سَحابِ..
****
ما اعشوشبَ القمرُ الذي كانت تفاعيلُ القصيدةِ تُعجِبُهْ..
فالموتُ
ينخرُ في عظامِ سفينةِ الشعرِ التي غرقتْ
ببحرِ دماءِ مجزرةٍ هنا وهناكَ حيث السيف يحصدُنا ونحنُ نخضّبُهْ..
لقد استعاذَ زمانُنَا من حالِنا
ويعفُّ عن وطنِ العروبةِ مخلبُهْ..
رحلت قوافلُ كلِّ أشياء الربيعِ فليس إلا جثةً لكلابِ..