على حاجبِ الجسرِ ، أغنيةٌ وغريبٌ ،
حديثُهُمَا يشبهُ الوشمَ في وجه جارتنا الغجريةِ
منذ المساء أحاولُ أن أقرأَ السطرَ ،
كيف استطاعا الحديثَ ؟
وماذا يريدان منّي،
لماذا رأيتهما ؟ ،
ثمَّ أدبرتُ نحو الستارِ ومأزقُ وسوستي مايزالُ يحلّقْ….
،،
لعلّي تطلسمتُ لكنّني في سرابِ الروايةِ ، عوّدتُ نفسيَ أنْ أتجنّبَ حكمًا سريعًا رماني به عطشي للنهايةِ ،
يا أيّها الجسرُ إنْ كنتَ تسمعني من هناكَ ، تنسّكْ بصمتك حتى أحدّدَ وجهةَ ظنّي ، وأحزمَ أمتعةَ الوهمِ والأملِ المتملّقْ..
،،
رأيتُهَما ويقيني بأنّ النجومَ كذلكَ ، أما بُكاءُ التلالِ المحيطةِ والغاضبين على الطقسِ ، فالطيشُ أطرش ، والدمعُ أعمى ، ولا يعلمُ الغيبَ إلا الإلهُ ، وليس بوسع النسيمِ ارتداءُ الحكاية ثوبًا ولا في فضاء الحواجزِ أن يتقدّمَ أو أن يعلّقْ..
،،
رمى الشيبُ تفسيرهُ واقتنعتُ بأنّ الضبابَ مصيري ،
فأمطرتُ ساقي لعلّ يتيمًا من الرعدِ يهجو انقطاعَ الحروف بقريتنا ،
ثمَّ يمحو تعاليمَها من عروقِ الطريقِ ، لأنّي مللتُ من الصمتِ ، أزّ الغناءُ مساري وقرّرتِ الكلماتُ الرحيلَ فجاوزتُهم جملةً جملةً ، بنهارٍ أصمَّ وخمسين وادٍ من الليل حتى غدوتُ وأغنية بجواري….
،،
“إلى أين ، أجمل منكم”
أُغنّي ،
وتجذبني بحديثٍ تطرّزهُ
– ويداي على حاجب الجسر بين التلال السعيدة والراقصين مع الطقس –
مجموعةٌ من نجومِ الدجى ونسيمٌ من الأمس يسقي حكاياته والقصائدَ ،
لكنّني فجأةً في هطول الترنّم أبصرتُ شخصًا على سور قريتهِ في حدود بلادي العقيمة إلا من الصمتِ ، ثم توارى،
لماذا رآنا ؟! ،
وهل كان يحلمُ بالحرف مثلي؟!
،،
أنا الصحوةُ المستبِدّةُ ، والغفوةُ المستدامةُ حتى التجنّي، وألفُ سؤالٍ عقورٍ لبعدي وقبلي .،.
،،
لقد شاءت الأرضُ أن أُمسِكَ الحلمَ من كتفيهِ وأمتدُّ ، والسائرين الشهيقَ وهمسي ،
وليس على تربةِ الحبِّ من حالمين سوايَ،
ولم ينتَهِ الحزنُ منّي
فمازالَ في خانةِ الساعدِ المتسلّقْ..
،،
يراودني بمُحَالٍ ، فأهتزُّ
والساهرين العذابَ وأمسي ، على حاجبي الأيمن المستريحِ إلى جهةِ القريةِ الحلمِ ،
حلمٌ لأمضي إليها ، على غير ما يأملُ الغليانُ بنفسي ،
وكيف سآتيكِ يا قرية الصمتِ؟ ، كيف سأنجيكِ؟ ، والموتُ والعيشُ لا يقرآني ، وأنتِ عصورٌ من النائمين…
شعر : عصام مطير البلوي
،
تمت القصيدة بفضل الله أحادية الشكل شعر تفعيلة والوزن على البحر المتقارب.
الرسمة الملحقة للفنان الفرنسي claude monet تـ1926م