تبعثرتُ في نوبةِ البحث عنّي ،
خيالاتي
أكبر من طور سينينَ واللحظةُ الآن سقراطُ والسمُّ ، يا قومُ تبتُ الحياةُ أهمُّ،
ذروني أعودُ إلى الكهفِ ،
تبتُ من الفأس والجذع والـ”قبل” والـ”بَعد” ،
تبتُ ذروني وجُمجمتي وارحلوا ..
لقد
شبَّ في سالف الشعرِ ، بُعدٌ وقُربٌ، وشابا ،
فأيّهما لن أكونَ وأيّهما أشعلَ الشمسَ قبلي ؟!
أنا ،
لغتانِ من الحيرةِ الأوليةِ في مهجة الطفل ، والكنزُ حولي أراهُ أراهُ ولا يستثيرُ نشوءَ يديَّ ولا ساعديَّ ،
بلادي بلادي “لماذا وكيفَ”
فيا قومُ إن شئتم النفيَ كلّا
وإن شئتم السم كلّا وكلّا ، ذروني وجمجمتي وارحلوا ..
،
“تبعثرتُ”
أي زادني الدهرُ صاعًا من الحسِّ ، مُدًا ورطلين من رغبة الطير بالغصنِ ،
والريحُ تعزفُ أكذوبتي..
سلامًا سلامًا
على لحظة الحب يا موطنَ الطينِ يا منزل الزائرين ،
أيا كلَّ أشياء قلبي
ألا تشعرون بنبضي المقيمِ لألف غريبٍ وليمةَ رقصٍ على دمعتي ..
هناك غزتني الحياةُ،
لتُنشِدَني الوصلَ فصلًا من النارِ والسيفِ والعالم المتشبثِ بالمدِّ والجزرِ والكبرياء..
،
و “في نوبة البحث “
أي صحوة النائمين بطول المسافةِ بيني وبين قدومي إلى لغةٍ لم تعد ،
لم تلاقِ اهتمامًا بأن تستعيدَ قواها .
لقد جئتُ لكنني في ذهابي ،
وأشعرُ أنَّ اللصوصَ أو الدولةَ العنتريةَ قد داهمتني قُبيل الصلاةِ على جثةِ الليل أو جثتي ..
وأشعرُ أنّي بلا أصدقاءْ.
،
و “عنّي”
بمعنى الوجود الذي ، والطباع التي ، والرفاق الذين ، مضوا في دهاليز ذاكرتي ..
وهل يفرغُ الكونُ من سكرةِ الميل نحو البقاءْ ؟!
،
قيّدوني ، منازلُ الطير ناحت..
ونصوصي تراقصُ التفسيرا
،
وأراني على ارتفاعين منّي..
بجناحيَّ جامحًا لأطيرا
،
قيّدوني أليستِ الأرض دارًا..
وقيودًا وحارسًا وأسيرا
،
ومحالٌ على الغيوم غناءٌ..
ومحالٌ بأن تروهُ مُثيرا
،
ثمَّ ماذا إذا غدوتُ ودربي..
لن يكونَ المعلّمَ النحريرا ؟
،
إيهِ أنتم وهل لكم من وجودٍ
غير جفني وما خلا التفكيرا ؟!
،
هل زماني وقد تراميتُ سُؤلًا..
بمكاني أرادني التحذيرا؟!
،
أم تمادى بمنطقِ الرسم حُلمي..
فرماني على الرخامِ كسيرا؟
،
قلتُ إنّي وحاطبُ البدر يعلو..
لجديرٌ بأن أكونَ نذيرا
،
ولأنّي إذا أردتُ وضوحًا …
كتبَ الليلُ سطرَهُ لأُنِيرا
،
فتقدّمْ يا موتُ ، فيكَ جلالٌ..
وتأخّرْ يا موجَهُ تقديرا !
،
قيّدوني فإنّني لا أبالي..
..قيّدوني فأيّنا لن يسيرا؟!
شعر : عصام مطير البلوي
،
تمت القصيدة بفضل الله ، ممزوجة الشكل والوزن على البحر المتقارب والخفيف .
الرسمة الملحقة للفنان Carlos de Haes الأسباني الجنسية البلجيكي الأصل ، تـ١٨٩٨م