
كأنكَّ حين ارتديتَ الرحيلَ ، حملتَ المدائنَ في مقلتيكْ
قبورًا قبورًا نظرنا إليكْ
وأفئدةً من نداءٍ غريقْ
،،
نظرنا
وأمواجُ غيبكَ فوق السحابِ ، وظلٌّ على الشمس ، أغوى المسافةَ ، من حاجبيكْ.
ونحن لديك.. ولسنا لديكْ..
يطوفُ بنا سامرُ الحيِّ رقصًا
على قهقهات الردى ، وابتسامِ الرمادِ الرذيلِ ،
وقد أعلن المسرحُ السرمديُّ
بأنَّ الستارةَ قد أُسدلت ،
وأنك للذكريات مضيت
وجسر المعاني ، تحطّم طلسمةً طلسمةْ..
على هامش الصفحة القاتمةْ
،،
نظرنا ، ولا شيءَ يزهو سواكَ
هنا أو هناكَ..
نكررُ ما كانَ ، نحمي الصدى ،
ونحفظُ كلَّ كتابٍ يغذّي خيالكَ ، كي نُغريَ الصوتَ ، أو نستريحَ ، ومازال فينا ، يلملمُ ، يصلحُ ، لكنّنا…
على مذبح الحرف باللحظة الحالمةْ ،
قبورًا قبورًا نظرنا ،
وأنت إلى الذكريات خُطاكَ.
أيا بيرق الحبر ماذا دهاكَ ، وللسطر سيفٌ على الخاتمة؟
،،
إليكَ إليكَ هتاف الموانئ ،
خوفًا
على البحر أن يغرقا..
وأن تترك الريحُ
عهد الشراع وتمضي بغيهبها
مطلقا..
ونحن على صهوة الغيب صمتٌ
يؤججه منطقا منطقا..
وأسئلةٌ هائمةْ
ولوعةُ وادٍ سحيق..
،،
كأنَّكَ حين ارتديتَ الرحيلَ
أردتَ الحقيقة في مُقلتَيّا
أثرتَ الربابة ضد الرعاةِ وأوقدت ذئبا على مسمعيَّا..
فألفٌ من الناس بين الضلوع وألفٌ من الموت في ساعديّا..
أنايَ تشظّت بنحنُ وما كان حولي بفيّا..
وعطرٌ من الزيزفون على شاطئ الشعر يبكي عليكْ
وحيدًا وحيدًا
ويبكي عليّا..
وللسطر نقطته الظالمةْ..
بزاويةٍ قائمةْ..
ولا شيء نعني لطيرٍ طليقْ.
،،
أيا ظلمةَ اللغزِ في مُهجتي
ويا شعلةَ الدهشةِ المنتقاه
،،
طلبتُ ب“أوفيدَ“ أن نلتقي
فأنشدتَ ”فرجيلَ“ شعر الرعاةْ
، ،
وأطلقتَ أسئلةً في الدجى
تهيمُ وأخرى ترومُ النجاةْ
،،
فما دفترُ النار غير السُّرى
وما حبره غير سرِّ الحياةْ
،،
كأنَّكَ حين ارتديتَ النوى
أخذتَ اللهيبَ إلى منتهاه
،،
رمادًا يقهقه في مُقلتي
وقافيةً في مديح الوفاةْ
٠٠
عصام مطير
تمت بفضل الله، قصيدة ممزوجة الشكل تفعيلة وعمودية، على البحر المتقارب.