جداولُ الماءِ بالأرجاءِ حاكيةً..
أتجهلُ الإنسُ أم تستجهلُ الجنُّ؟!
،،
أنّ العقول على حاجاتها طُبِعتْ..
وليس يدركُ ما في ذاتِهِ فنُّ
،،
وما المكانُ سوى لفظٍ لأحرفِهِ..
أمّا الزمانُ فمِن إيقاعِهَا لحنُ
،،
مادمتَ في صورةٍ ترتادُها صوَرٌ..
فأصدقُ الصدقِ فيها قولهُ المَيـنُ
،،
وقد كتمتُ من الأفكارِ أعظمها ..
خوفًا عليَّ فلا سلمٌ ولا أمنُ
،،
أجري مع الريح ، أمضي في ركائبها..
وألبسُ الأرضَ ، حتى يُزهَقَ الظنُّ !!
،،
إذا أقولُ : يمينٌ ، لستُ أقصدهُ..
وإنْ نطقتُ : يسارًا ، بيننا بيـنُ
،،
ألاعبُ القومَ في أقوالهم فَطِنًا ..
أنَّ الذئابَ إلى أغيارِهَا ترنو
،،
لاهِ الديارُ التي دُكّت على طلبٍ..
حَبَا بهِ من رُبَا واشنطنَ الغَبْـنُ
،،
وقد يُضيع مفاتيحَ الجِنانِ أذىً..
يخيطهُ بثياب الدينِ مَن كُنّوا !
،،
أفتوا فأُتلِفَتِ الأوطانُ من فِتَنٍ..
حطّت وفي كفّها التحطيمُ لا العجنُ
،،
فليتهم أُخِذوا سدًّا لمَتْلفِنَا..
أو ليتهم فسَقوا أو ليتنَا مُجْنُ !
،،
وأنت تدركُ ما المقصود عندئذٍ..
علمتَها “أينَ” إذ أُسْمِعتَها : أيـنُ
،،
ما لي وما لحديثِ العُرْبِ إنّهمُ..
أسرى القبور ، وفي أذهانهم وهْنُ
،،
هلّا ظباءٌ من الغاباتِ قادمةً..
ليرجعَ القلبُ والشريانُ والجفنُ
،،
أُوهمتُ دهرًا بأنّ العيشَ في وطني..
حتى أَفقتُ وقد دقَّ الحشا الحُزْنُ
،،
هلّا “كروليـنُ” لا فطّومُ لا رغَدٌ..
وأحرفٌ ليس فيها الضادُ والعيـنُ !!
،،
وصُحْبةٌ من بلادٍ لا صراعَ بها..
ومنزلٌ لم يكن في بابِهِ الدَّيـنُ
،،
ما عدتُ أرغبُ في البيداء منزلةً..
أصابها الغيثُ أم أندى بها الحُسْنُ
،،
هيّا طريقي إلى غير الضياع فمَا..
لذكرياتي سوى أن يُؤذَنَ الدفْنُ
شعر: عصام مطير البلوي
تمّت بفضل الله ، على البحر البسيط ، لاهِ الديارُ= لله الديار ،المين= الزور والكذب ، بقية الألفاظ متداولة
الصورة الرمزية رسمة للفنان الفرنسي كلاود مونيه 1840 -1926 م