قصص قصيرةنثر

لتبقى ..

في مأوى الظل ، مع أول بادرة للهمس ، جاءني حاملًا إرشيفي الخاص :

  • ماذا حلَّ بك ؟

أخذنا  من الأغصان حكمة الندى فسكبناها ، وأطلنا النظر بعشر عجافٍ مررن وأوهامي تخيطُ الدروب وتطرّز المدن ، ممعنةً بفحصي جيدًا  ، وهي في ذلك على مساعدة بالخفاء يرمي بها شغاف الليل  الذي كان ومازال  آمنا في سربه معافىً في جسده عنده قوت قلبي ،  وقد أدرك أن مهمتي هي هندسة الأمل ، وما من حيلة لمخيلتي إلا حَبْك الأماني

  • هأنتَ تعترف ، ليس أنا بل أنت

قلتُ : لقد  أقسمتَ أنَّ الدخان المتعالي من حطب الإيقاع يشفيني

بجوارالنهرالأسير  ، أحمل حقيبةً من الفشل المرصّع بالغناء ، و ما أبصره من صوت وما أسمعه من صور ، و الأرصفة والمرارات ، يدًا وساقًا ، ببطءٍ لم تكتشفه السلاحف بعد ، أتسلقُ الزمن ، وحيدًا .
أطرقُ باب شقتي ، وأفتحه ، تستقبلني  قريةٌ جريحة ، وأخرى قضت نحبَها ، وبعد ساعتين من ترجمة اللهب ، أراك ، ولا وطن .

  • لكنك اقتربت 

قُتِل البئر البارحة ولم يعلم به أحد  ، وإنه لواجب علي نعيه ، وذكر محاسنه ، بيد أنه ليس وحيدًا في هذا الموت العارم ، فقد أُخِذت القوافلُ واضمحلت الروح ، وما أنا فيه لا يقلُّ عن لفظٍ مهجور ، فمن ذا سيأبه ، وإن كنتَ ستقول (أنا) فقد أقسمتَ فخذلتَ حدسي

  • لكن الخيال لم يمت 

قال الهدهد : كلاكما عبء على الذاكرة ، أنت في حسرتك ، وصاحبك في  العجب.

  • ما للنسيان والحياة ؟ 

أدار الهدهد وجهه ، فانقضَّ عليه بسؤاله مرةً أخرى :

  • أجبني ما للنسيان والحياة ؟ 

لتبقى

0 0 votes
تقييم الأعضاء

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض