الوعي وأسئلته
لعلك شاهدت يومًا من يمشي نائمًا ، ولو لخطوات معدودة ، وإن كنت حينها قد حاولت التواصل معه لوجدته بلا دراية بك ، هذه الظاهرة التي لا يستثني ظهورُهَا الكبارَ العقلاء ، أخذت جزءا من النقاشات العلمية والنفسية عما وراءها من أسباب وما تعنيه في مضمار الوعي.
في عام ١٩٠٧، تحدث سيغموند فرويد عن السير في النوم إلى جمعية فيينا للتحليل النفسي (نونبرغ وفيديرن) , وبحكم تبنيه الاتجاه الذي يفسر الحياة والسلوك بدافع الجنس فقد اعتقد أن أن السير في النوم مرتبطًا بتحقيق الرغبات الجنسية ، ولأنه كذلك يرد الظواهر إلي الطفولة وما بها وهو الاتجاه الذي فقد بريقه مؤخرا . فإنه في ذلك الوقت، اقترح بأن جوهر هذه الظاهرة كان الرغبة في الذهاب للنوم في المكان نفسه الذي نام فيه بطفولته.
.
وبعد عشر سنوات، كتب فرويد عن السير في النوم في المقالة “ملحق ميتا نفسي لنظرية الأحلام”حيث، قدم توضيحًا وتوسيعًا لأفكاره الافتراضية حول الأحلام.
إذ وصف الحلم بأنه توازن هش يتعرض للاضطراب بفعل الدوافع اللاواعية المكبوتة للنظام اللاواعي، الذي لا يطيع رغبات الأنا. ويضيف على ذلك بأنه يمكن أن تكون بعض الأفكار النهارية الواعية مقاومة ويمكن لها الاحتفاظ بجزء من تأثيراتها أيضًا. يمكن أن تتجمع الدوافع اللاواعية وبقايا النهار معًا وينتج عن ذلك صراع،
ثم تساءل فرويد عن نتيجة هذه الدافع الرغباني: طلب غريزي لاواعي يصبح رغبة حلم في ما قبل اليقظة.
اليوم تقول الأبحاث الطبية أن ما كان يُعتقد بأن الحالمَ يتصرف في الواقع بناء على الحلم الذي يراه غير صحيحة ، فالسير نومًا يحدث في مرحلة النوم غير السريعة وهي المرحلة غير المسؤولة عن الأحلام ، وفي بحث علمي أجراه عالم الأعصاب لينو نوبيلي، الباحث في مجال النوم في مستشفى نيجواردا في ميلانو حول لماذا تظهر بعض السلوكيات الخطرة في ظاهرة السير نومًا مع فقدات الدراية بها ، يقول :
“الجزء العقلاني من الدماغ يكون في حالة تشبه النوم ولا يمارس السيطرة الطبيعية على الجهاز الليمبيكي والجهاز الحركي”، ويضيف . “لذا يتم تنظيم السلوك من قبل نوع من النظام البدائي للبقاء على قيد الحياة مثل تلك التي يتم تنشيطها أثناء الهروب أو المواجهة.
نجد فيما قيل سابقا اتجاهين في تفسير الظاهرة السلوكية والنفسية أحدهما ينظّر في مكنونات النفس (الغرائزية المعرفية) والآخر في الرابط بين الدماغ وعمله وبين الإدراك والسلوك ، ونجد أيضا في حالة الحلم ، والسير في النوم حالة مختلطة للوعي ، فالحالم يدري ولكنه ليس يقظـا في حين من يسير وهو نائم يقظ لكنه لا يدري
وهذا كله مقدمة لموضوعنا :
ما هو الوعي ؟! ومن أين وكيف ينشأ ؟ ما طبيعته ؟هل هو حقيقة أم وهم ؟
الوعي ببساطة هو اليقظة والدراية ، أن تكون يقظًا بالمقارنة مع أن تكون نائمًا أو مغمى عليك وأن تكون داريًا (بنفسك وبالمحيط) مقارنةً بأن تكون غير مدرك لما حولك.
بموسوعة ستانفورد الفلسفية عُرّف الوعي بعدة تعاريف اخترت منها :
القدرة على الإحساس.
“من الممكن أن يكون الكائن واعياً بالمعنى العام، أي أن يكون ببساطة كائناً حساساً قادراً على الإحساس والاستجابة لعالمه (Armstrong 1981) .” ، ثم علّق الكاتب عن ذلك بأن هذا يتضمن درجات للوعي ، ليثير مسألة أخرى “هل السمك واعي بهذا المعنى”؟
وثمة تعريف آخر ، يشمل الدراية بالذات والمحيط ، وقد يُعرّف بأنه “حالة فهم وإدراك شيء ما” حيث عرّفه بذلك قاموس كامبريدج ، أو “حالة دراية المرء بمحيطه والاستجابة له” كما عرّفه قاموس أكسفورد ..
لكن دعونا نتأمل وعينا نحن بعيدا عن استخدام اللغة بالتعريف ،
ما هو وعيك ؟
ركّز بنفسك انظر كيف تعي ذاتك ومشاعرك ، كيف استجبت لطلبي ، إن كل شعورك ذلك هو وعيك وبالتالي مهما اختلفنا بالتعاريف فأنت الآن على أرضية صلبة للمعنى الذي نقول عنه “وعي” ، وبعد ذلك نرجع ونتذكر لك أن هذا الوعي هو مجال لأسئلة كثيرة لم تلق إجابات للآن ، وفق :
كيف ينشأ ؟ ما هي الطرق والتفاعلات والتحولات التي من الممكن رصدها لمعرفة طريقة ظهوره بالعالم وبأنفسنا ؟
ما هو ، ما طبيعته؟ (أي مادته وجوهره ، هل هو إشعاع مثلا فإن كان إشعاعا فكيف نقيسه ؟ هل يمكننا فعلا أن نقيس الوعي؟ بالطبع لا ، قد نقيس حرارة الجسد لكونها مسـألة فيزيائية لكن أن نقيس الوعي بجعله مقادير كمية أي أن نضعه في مقياس العلم التجريبي فهذا للآن فكرة مرتبطة بالمحال لاعتبارات كثيرة سنناقشها بالتدرج) .
ديكارت الذي سنخصه بحلقة أخرى كان قد صاغ ثنائيته عن العقل والجسد ، وقد أبرز مفهوم العقل/الروح في كونه مفهوما يمثل الذات ، يعتبر ديكارت العقل متميزًا تمامًا عن الجسد ويمثل الجوهر الحقيقي للإنسان ، وهو بذلك يمتد من نظرة أفلاطون الذي سبق وأن قال بأن “كل واحد منا لديه روح بسيطة وإلهية وغير قابلة للتغيير، على عكس أجسادنا، المركبة وقابلة للتلف. فالجسد فان في حين الروح لا تفنى” وديكارت يقول بالشيء ذاته بكون العقل جوهر ابدي غير ممتد بالمكان في حين الجسد فان وممتد بالمكان لكن ديكارت يختلف عن افلاطون ، فافلاطون يرى ان “الأفكار قادمة من عالم المثل ، فما نسميه “التعلم” هو مجرد عملية تذكر ما عرفناه بالفعل في وجودنا قبل الولادة كأرواح نقية في الواقع، قبل أن نولد في هذا العالم” ، في حين يرى ديكارت الجسد جوهرا و يرى تفاعلا بين الجسد والعقل فكليهما يؤثر بالاخر .
اليوم أصبحت ثنائية ديكارت الجوهر خافتة بظهور ثنائيات أخرى ، بعضها نسخة مطور منها ولنا عودة في نقاشها بالتفصيل .
الوعي اليوم ..
مع التقدم العلمي وتطور المعرفة الطبية بالجسد – الدماغ تحديدا أصبحت إشكالية الوعي معقدة ، حتى عند أولئك الذين أفنوا حياتهم بدراسات طبية ودماغية ، حيث يقول كرستوف كوخ ، أمريكي ألماني، عالم الأعصاب والدماغ وكبير معهد ألين لعلوم الدماغ بسياتل، وصاحب كتاب :
البحث عن الوعي
“إنني لا أعتقد أن الفاصل بين الكائنات الواعية واللاواعية مجرد شبكة من الأعصاب .*
ومن زاوية أخرى يقول كولين ماجين
“كيف يمكن للحالات الواعية أن تعتمد على الحالات الدماغية ، كيف يمكن لفينومينولوجيا (ظاهرية) الألوان أي الألوان كما تبدو لنا أن تنشأ من هذه المادة الرمادية الرطبة؟ يقصد بذلك الدماغ .
كيف يمكن أن يؤدي تجميع ملايين الخلايا العصبية المنعدمة الحس فرديا إلى توليد دراية ذاتية؟ثم تنتهي فقرته ب : إن مشكلة العقل الجسد ، هي مشكلة كيفية حدوث المعجزة ؟ “
وعن المعنى ذاته يُطلق الفيسلوف الأسترالي ديفيد تشالمرز “المشكلة الصعبة للوعي“:
كيف يمكن لدماغ مادي مكوّن من مواد مادية خالصة ، أن يتسبب في تجارب واعية ذاتية يتعذر وصفها
*الوعي – سوزان بلاكمور – مقدم قصيرة جدًا
هكذا تبدو مشكلة الوعي صعبة الحل ، في نظر العلماء والفلاسفة ، ومن الممكن تلخيص القضية هكذا :
1.الوعي هو انتباهك ويقظتك وتفكيرك وشعورك ، إنه اللحظة التي تستيقظ بها من النوم إلى أن تغط بنومك مع (انضمام الأحلام للوعي لأنك تعي بها ).
2. ما هو هذا الوعي إذن من حيث : كيف تكوّن ؟ قد تجاوب ببساطة من الدماغ لكن الإجابة أصعب من هذه ،
فالسؤال يعني : كيف صنع الدماغ الوعي؟ كيف تشكلت حالاتك الواعية (رؤية الأحمر مثلا) من مادة دماغية (مجرد كيمياء عناصر ومركبات معقدة شكلت نسيجًا حيًا) هذا لو افترضنا بالأساس أن الوعي فقط ينشأ من الدماغ ،
3. ما هي طبيعة هذا الوعي ؟
هل هو حالة فيزيائية ؟ طاقة مثلا ؟ إذا كان طاقة كهرومغناطيسية كيف تتشكل أفكارنا فيها ؟ هل يوجد فكرة بتردد معين ؟ (الفيزياء اليوم لا تجيب على هذا السؤال)
هل هو حالة فسيولوجية ؟ نسيج عصبي حي ؟ الإجابة بنعم ناقصة : كيف تكون الفكرة مركبات كيميائية داخل الخلية مثلا ؟ (علوم الدماغ لا تجيب على هذا السؤال)
هل هو حالة ينطبق عليها فكره الثنائية الديكارتية ؟ العقل-الجسد ، وبالتالي فالوعي الذي هو مظهر عقلي ، في عالم لا مادي وسيظل دائما هكذا وأما ارتباطه بالدماغ فهو ارتباط الروح بالجسد ، ومع تقهقر فكرة ديكارت عن الغدة الصنوبرية ، التي اعتبرها الرابط بين الروح والجسد ،
ظهرت نظريات أخرى :
ثنائية الخواص ، المادة التي لها خصائص فيزيائية وخصائص روحية/وعي ومنها مدرسة النفسانية الشاملة التي سنتطرق لها لاحقًا ؟
ثنائية الخصائص من أحادية محايدة لقد افترض برتراند راسل أن الوعي والمادة كلاهما قادمان من مادة أولية غير معروفة لنا (ثنائية الخصائص من أحادي محايدة) مستوى أعمق من الوعي والمادة يتشكل منه الإثنان (مستوى غير ذهني أو مادي في ذاته)
ثنائية ليبينز ، وثنائيات أخرى
…
المدارس والاتجاهات الأخرى في فلسفة الوعي :
يشير علم الأعصاب اليوم إلى أن حالات وعينا تعتمد تمامًا على حالات الدماغ، وأفضل تفسير لهذا التبعية قد يبدو أن الحالات الوعيية ليست سوى حالات الدماغ .
لكن تلك الجملة سرعان ما تتهاوى أمام مشكلات الوعي في تفسيره ، وكذلك أمام معضلة تفسير الحياة ذاتها ، علما بأن ماسبق لا يفسر لنا المعرفة والعقل ، فالدماغ من الممكن أن يكون تزامنا عصبيا للآفكار التي نتعلمها من محيطنا ، لكن ذلك لايعني الإجابة على طريقة وعينا الكاملة بالعالم ، ظاهرياًا ، أي العالم كما يبدو لي (وهو تعريف كلمة phenomena)
لنرى الآن ماذا يقول جاكسون عن ماري ؟
فرضية جاكسون عن ماري، المعروفة أيضًا باسم “غرفة ماري” أو “تجربة ماري”، هي تجربة فكرية صممها الفيلسوف فرانك جاكسون في الثمانينات لتحدي النظريات الفيزيائية عن الوعي. الفرضية تعتبر جزءًا من النقاش حول الكيفيات المحسوسة (Qualia) وتأثيرها على فهمنا للوعي.
### القصة المختصرة لتجربة ماري:
ماري هي عالمة عصبية لونية محترفة تعيش في غرفة سوداء وبيضاء حيث لم ترى ألواناً غير الأسود والأبيض والرمادي. لديها معرفة شاملة بالعلم الفيزيائي للرؤية وتعرف كل شيء علمي ممكن عن كيفية عمل الأدمغة لمعالجة الألوان. ومع ذلك، لم تختبر الألوان بنفسها لم تبصرها قط بسبب القيود المفروضة على بيئتها.
في يوم من الأيام، تخرج ماري من الغرفة وترى الألوان لأول مرة في حياتها، وبذلك تختبر وتبصر وتتأمل ما يعرف بالصفات النوعية للألوان.
### السؤال الفلسفي:
هل تعلم ماري شيئًا جديدًا عندما ترى الألوان لأول مرة؟
إذا كانت الإجابة “نعم”، فهذا يشير إلى أن هناك جوانب للوعي لا يمكن فهمها تمامًا من خلال الوصف الفيزيائي وحده. تستخدم هذه التجربة الفكرية لدعم الرأي القائل بأن الفهم الفيزيائي الكامل للعالم لا يكفي لشرح تجاربنا الذاتية الواعية، مشيرة إلى أن هناك معرفة حول الكيفيات المحسوسة (حُمرة الأحمر في ذهني مثلا) يتم اكتسابها فقط من خلال التجربة المباشرة.
فرانك جاكسون قام في النهاية بسحب دعمه لتجربة ماري، وهو تحول فلسفي كبير في موقفه تجاه مشكلة الكيفيات المحسوسة (الكواليا) والوعي. أصلاً، كان جاكسون يستخدم تجربة ماري للدفاع عن الرأي الذي يقول إن هناك جوانب للوعي لا يمكن التقاطها بالتفسيرات الفيزيائية وحدها. ومع ذلك، في أوائل القرن الحادي والعشرين، غير جاكسون موقفه وأصبح مؤيدًا للمادية، وهي النظرية التي تقول إن كل شيء يمكن تفسيره من خلال العلوم الطبيعية.
برغم تغيير موقفه ظلت قصة ماري لليوم مجالا للجدل بين التيارات الفلسفية ، الفيزيائية وغير الفيزيائية .
### الأسباب وراء تغيير موقفه:
1. **النقد الفلسفي للتجربة الفكرية**: جاكسون واجه انتقادات تشكك في صحة الفرضيات والاستنتاجات المستخلصة من تجربة ماري. كان النقاش يتركز حول ما إذا كانت المعرفة التي تكتسبها ماري عند رؤية الألوان لأول مرة هي معرفة “جديدة” حقًا أو مجرد معرفة تحولية أو قدرة تعبيرية لا تشكل دليلاً على وجود معرفة غير فيزيائية.
2. **التأكيد على القابلية للتفسير الفيزيائي : بمرور الوقت، أصبح جاكسون أكثر قناعة بأن ما تعلمته ماري يمكن وصفه في إطار المفاهيم الفيزيائية. بمعنى آخر، اعتقد أن المعرفة الجديدة التي اكتسبتها ماري قد تكون مجرد معرفة عن كيف تشعر تجارب معينة، وهذا لا يتطلب استدعاء مفاهيم غير فيزيائية.
3. **التوجه نحو تبني البراجماتية والمادية الأكثر شمولاً : جاكسون طور فهمًا يؤكد أن حتى الصفات النوعية يمكن فهمها بطرق تتوافق مع النظريات المادية، مما يعني أن الوعي يمكن تفسيره بشكل كامل من خلال التحليل الفيزيائي.
بالمجمل، تغير موقف جاكسون يعكس تطورًا شخصيًا وفلسفيًا كبيرًا في تفكيره، حيث انتقل من دعم فكرة وجود جوانب غير مادية في الوعي إلى القبول بأن كل جوانب الوعي قد تكون، في النهاية، قابلة للتفسير ضمن نطاق العلوم الطبيعية ، لكنها لليوم لم تُفسر بتفسير علمي مقبول ومازالت معضلة وعصية …
هذه بعض مدارس ونظريات الوعي ، ذات الاتجاه المادي/الفيزيائي :
- نظرية الهوية: المعروفة أيضًا باسم نظرية الهوية النوعية، تقترح أن الحالات العقلية متطابقة مع حالات معينة في الدماغ. بمعنى آخر، كل نوع من الحالات العقلية يتوافق مع نوع معين من الحالات الفيزيائية في الدماغ. على سبيل المثال، فإن شعور الألم متطابق مع نمط معين من النشاط العصبي في الدماغ. تفترض هذه النظرية تطابقًا واحدًا إلى واحد بين الحالات العقلية والفيزيائية.
- الوظيفية: تقول الوظيفية إن الحالات العقلية ينبغي فهمها من خلال وظائفها أو أدوارها، بدلاً من تكوينها الفيزيائي. وفقًا لهذا الرأي، تعرف الحالات العقلية بأدوارها السببية في إنتاج السلوك والحالات العقلية الأخرى. على سبيل المثال، يتميز تجربة الألم ليس بأي نشاط عصبي محدد ولكن بدورها في الاستجابة للمؤثرات الضارة وتحفيز السلوك لتجنب الضرر.
- المادية القائلة بالإلغاء: تقترح هذه النظرية أن الحالات العقلية الشائعة، مثل الاعتقادات والرغبات، لا توجد فعليًا وستتم إزالتها في نهاية المطاف من المفردات العلمية بمجرد تقدم علم الأعصاب. بدلاً من ذلك، تفترض أن الحالات العقلية سيتم استبدالها بفهم أكثر دقة لعمليات الدماغ. إنها في الأساس شكل شديد من المادية ينفي وجود الكيانات العقلية التقليدية.
- تحليل الدماغ العصبي: هذا النهج يؤكد أن الوعي يمكن تفسيره في نهاية المطاف من خلال نشاط الخلايا العصبية والشبكات العصبية في الدماغ. يسعى إلى تقليل الظواهر العقلية إلى عمليات عصبية نقية، معتبرًا أن فهم آليات الدماغ سيكشف عن طبيعة الوعي. يركز تحليل الدماغ العصبي على تفاصيل عمل الدماغ على المستوى الخلوي والجزيئي لشرح ظهور الوعي.
- نظرية المعلومات المتكاملة (IIT): تقترح IIT أن الوعي ينشأ من تكامل المعلومات داخل الدماغ. تفترض أن كمية الوعي تتوافق مع كمية المعلومات المتكاملة التي يولدها النظام. وفقًا لهذه النظرية، ينشأ الوعي من شبكة من الخلايا العصبية المتصلة تبادل المعلومات بطريقة متكاملة للغاية. تقدم IIT إطارًا رياضيًا لفهم كيفية مساهمة أجزاء مختلفة من الدماغ في تجربة الوعي.
هذه النظريات تقدم منظورات مختلفة حول كيفية علاقة الوعي بالدماغ الفيزيائي، تتراوح من الهوية المباشرة إلى الأدوار الوظيفية وتكامل المعلومات. كل نظرية تقدم رؤى حول طبيعة الوعي وتطرح أسئلة هامة حول العلاقة بين العقل والدماغ.
وهناك مدارس أخرى سنتطرق لها مع ما سبق مستقبلا وكذلك النظريات غير الفيزيائية التي من أهمها المثالية ، لجورج بيركلي ، ثنائية الجوهر لديكارت ، ثنائية الخصائص ، ثنائية الخصائص الجوهرية : ثنائية الخصائص المنبثقة ، وثنائية الخصائص النابعة من أحادية واحدة .
خلاصة القول :
الوعي هو ادراكك الحسي والعقلي ، درايتك بذاتك ومحيطك ويقظتك .
استخدم الفلاسفة غالبا كلمة روح بمعنى العقل وجوهر العقل أن تعي ، وهو الذات وقد اختلفوا بطبيعة هذا العقل ، وعلاقته بالجسد ،
هناك ثلاثة أسئلة معاصرة عن ظاهرة الوعي :
- كيف يرتبط الوعي بالمظاهر الأخرى بالواقع
- أين تقع ظاهرة الوعي بالواقع
- ما هي طبيعة الوعي؟
ختامًا نحن في عالم مدهش ومثير ، فسبحان الخلاق العظيم.
عصام مطير
المراجع ولمزيد من المعلومات :
- The oxford Handbook of The philosophy of consciousness , p14
- Philosophy of Mind , Edward Feser , p20
- Philosophy of Mind , Jagwon Kim ,p263
- *الوعي – سوزان بلاكمور – مقدمة قصيرة جدًا
- في صحبة الوعي موسوعة بلاكويل عن الوعي ص648
- موسوعة ستانفورد ، Van Gulick, Robert, “Consciousness”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Winter 2022 Edition), Edward N. Zalta & Uri Nodelman (eds.)
- موسوعة ستانفورد ، Stoljar, Daniel, “Physicalism”, The Stanford Encyclopedia of Philosophy (Spring 2024 Edition), Edward N. Zalta & Uri Nodelman (eds.)
- Ohayon MM, Mahowald MW, Dauvilliers Y, Krystal AD, Léger D. Prevalence and comorbidity of nocturnal wandering in the U.S. adult general population. Neurology. 2012 May 15;78(20):1583-9. doi: 10.1212/WNL.0b013e3182563be5. PMID: 22585435; PMCID: PMC3467644.
- Sleepwalking , https://aeon.co/ideas/sleepwalking-is-the-result-of-a-survival-mechanism-gone-awry