يا رمحَ يعرُبَ يا سيفَ البطولات
يا مولدَ الماءِ في مهدِ الحضاراتِ
.
لقد تعاليتَ كالشمسِ المضيئة في
نحتِ الحقيقةِ من نورٍ وآياتِ
،
فمجدُكَ اليومَ ندٌّ للنجوم وما
للذاهبين إلى العلياءِ من آتِ
،
يعلو إليك هلالُ العيدِ محتفلًا
وكاعبُ الأرضِ في عطرِ التحياتِ
،
قبل الأوانِ لأنَّ الدهرَ أجمعهُ
شدَّ الرحَالَ إلى صدقٍ ومنجاةِ
،
والدهشةُ الآن إذ تبدو لفلسفتي
أنَّ الحقيقةَ من شعرِ البداياتِ
،
هأنتَ مئذنةٌ أدمت مدافعهم
وثورةٌ لخشوعٍ بالمقاماتِ
،
هأنتَ في سطوةِ التاريخِ ملحمةٌ
للحبر في وجه تحريفٍ وممحاةِ
،
فالسامريُّ دهاكَ الغدرَ مطمعُهُ
فكنتَ “موسى وهارون” الرسالاتِ
،
رسالة الأرض إذ تحيا لصاحبها
كذاك والدينُ في شتّى المجازاتِ
،
حتى “زرادِشْتَ” مع زورٍ يرددّهُ
كشفتهُ ، لستَ سمعًا للشعاراتِ
،
وقد تقاطرَ من “ماني” وزُمْرتِهِ
خبثُ الأفاعي فما ضرَّ المحيطاتِ
،
فكم تلوتَ لنا من آيةٍ صدَقت
وكم رسمتَ بألوانٍ بريئاتِ
،
هأنت حيث سناءُ البدر منبعُهُ
هأنت حيث سماواتُ السماواتِ
،
ماذا ليعرب بعد الطفلِ من خبرٍ
يحرّر الذاتَ من قيدِ النداءاتِ
،
وغزةُ اليومَ أشلاءٌ مبعثرةٌ
وصرخةٌ لعذابٍ شعّ في الذاتِ
،
محرابُها الظلُّ مصلوبٌ ومحترقٌ
محرابُها الموتُ إذ يُبري الجراحاتِ
،
وكل غصنٍ من الزيتون يخبرُنَا:
حزن العصافير لا حزن المحاكاةِ
،
كأنّما ضمةٌ للقبر آمنُ من
حداثةٍ لبست ثوبَ النبواتِ
،
تتلو بمصحفِهَا ما لا تعانقُهُ
غير الخواطرِ في رتم الخيالاتِ
،
ما أقبحَ الفعلَ في قولٍ تزخرفهُ
يا أكذبَ الخلقِ يا أعدى العداواتِ
،
عصرٌ من السحرِ في إبريق شاربهِ
ما نال منه سوى ليلٍ كملهاةِ
،
فلا تمسَّكَ بالأنوارِ مبدأهُ
ولا تخلّصَ من دمعٍ وآهاتِ
،
يرتابُ والريبُ دينُ السائرين سُدى
ألخاضعين لأوهامٍ عصيّاتِ
،
اللهُ أكبرُ في سلمٍ ومعركةٍ
اللهُ أكبرُ في كلِّ المداراتِ
،
يا أيُّها النحوُ هل بالنحوِ من أحدٍ
حتى يحدِّدَ ما صرفُ المعاناةِ؟
،
تقادمَ العهدُ إلا أننا عربٌ
كحلُ العيونِ وأسيافُ المروءاتِ
،
وحكمةٌ في ضمير الكون نابضةٌ
وإن توغّل فيه الغيهبُ العاتي
عصام مطير