الإشعارات
مسح الكل

رأي مشكلة الامتلاك في فلسفة الوعي وعلاقتها بالشعر

User Avatar
التعبير
المقام الخامس
Points: 566285
المشاركات: 67
Admin
بداية الموضوع
(@essammutair)
Estimable Member
انضم: منذ 12 سنة

 

تأتي مشكلة الامتلاك The problem of ownership بمقدمة المشاكل الفلسفية للوعي
فالألم الذي تشعر به هو تجربة ذاتية خاصة لا يمكن لشخص آخر أن يشعر (بالضبط) ما تشعر به ، ولا يمكنك نقلها له كما هي فهي (ليست مادة قابلة للبيع أو العطاء) ونجد أن هذه المشكلة من ضمن أهم التحديات التي تواجه "كل فيلسوف يصر على أن حالات الوعي الظاهراتي هي حالات فيزيائية" كما يقدم ذلك مايكل تاي بمقالته عن مشاكل الوعي بالفلسفة ، وهذه المشكلة التي هي معضلة للمتأمل بهذا العصر لمسألة الوعي في مضمار العلم الحديث - حيث اندفع العلماء نحو أعماق الظاهرة الكونية ، الكون برمته ، واختزاله بالعناصر والتراكيب (المادة) - كانت قبل الاهتمام بها أو إعلانها مسألة مطروحة على طاولة الحوار العلمي والفلسفي :
مسألة مدركة للإنسان منذ البدايات ، وبسببها تطورت اللغة من مرحلة الألفاظ الحقيقية أي التي تشير لمعاني محسوسة مباشرة مثلا كلمات ( حيوان ، منزل ، مطر ) إلى مستويات شعرية كالكناية والستعارة والتشبيه ، ولعل التشبيه بدايةً ببساطته كان المرحلة الأولى لمواجهة مشكلة الامتلاك الفلسفية والحقيقية ، (أن يكون لدي خبرات أجدني وحيدا بها ، وعلي أن أصفها لغيري لأنهم لا يستطيعون أن يعيشوها كما هي بوعيي ، كما هي في ذهني وشعوري) .

مأساة مثل هذه طورت قدراتنا اللغوية ويتعارض طرحي هذا مع جان جاك روسو الذي كان له اتجاه آخر في كتابه محاولة في أصل اللغات :

"لقد كانت اللغة المجازية هي أول ما تولّد أما الحقيقية فكانت آخر ما اهتدي إليه ،
في البداية لم يتكلم الناس إلا شعرًا ولم يخطر ببالهم أن يفكروا إلا بعد زمن طويل ."
،
(من كتابه
محاولة في أصل اللغات)

 

لمشكلة الامتلاك وتد آخر في مسائل الخبرات الواعية مقارنة بامتلاك الأشياء المادية ، إذ أنها بمسألة الألم مثلا لا يمكن أن يكون هناك ألم بلا شخص يمتلكه ، في حين هناك بيوت مهجورة وأشياء كثيرة بلا ملّاك ، وبهذا فإن الخبرات هذه التي تشمل الرؤية أو الألم أو اللذة وبقية الخبرات لابد من وجود مالك لها (وعي كائن) مما يجعل هذه المشكلة تحمل تعقيدات إضافية للفيلسوف ، وهي بذلك أيضًا تدفع الشاعر لبذل طرقه التصويرية في نظم الخيالات المعبرة عن هذه الخبرة (الألم مثلًا) الذي يدفعه لوصفه بالخيالات لإيصال معناه ، حجمه ، وما يكابده منه وفيه ، عبر اللغة التي تطورت في هذه الظرفية ، لتكون شعرية ، فالانزياح الذي يهتم به نقاد الشعرية باللغة هو بالأساس تعبير عن صراع اللغة - التي هي مجرد فيزياء صوتية ظاهريًا ودلالات تشير للخارج المشترك بين الناس - مع إعصار الذات وانكشاف المعاناة الكبرى للفرد في ذاته ، إنه وحيد بعالمه الداخلي ، وما يواجهه ويعاقره لا يمكن أن يشعر به غيره فقط ، إنه بالأعماق وحيد وعالم الأعماق هو عالم المجهول الذي تنبت به حداثة الحياة بعد أن تضمحل خارجه مع تقدمه بالعمر ، وهنا تزداد مشكلة الذات في مواجهة امتلاكها لخبرات لا توصف ، وحين توصف فهي تُختزل ، وحين تُختزل فهي لم تعد هي هي ، لذلك يكون الشعر بهذا المستوى أصدق من الحديث اليومي ، الشعر بهذا المستوى هو الصدق ، لأنه احترم حقيقة المحال ، وقرر الوصف بالتخييل .

 

للحديث بقية تحليلية أكبر بمقالة أكبر بالمجلة مستقبلا

 

ما يهمني بهذا الموضوع ، أن يكون قد وصل لكم مفهوم "مشكلة الامتلاك" ورأيي بتطور الشعر من لغة حقيقية إلى لغة شعرية ، عكس ما قاله روسو ، وأيضًآ من لديه أي رأي أو سؤال فليتفضل ،

(من الممكن القراءة عن الوعي بكتاب جيد وبسيط ، اسمه : الوعي مقدمة قصيرة جدا ، سوزان بلاكمور - هنداوي " تستطيع البحث عنه بقوقل pdf وهو متاح مجانا من دار النشر هنداوي )

 

شارك:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض