الإشعارات
مسح الكل

شرح الوعي ، ما هو ؟ لماذا هو مشكلة للعلم والفلسفة؟

User Avatar
التعبير
المقام الخامس
Points: 566290
المشاركات: 67
Admin
بداية الموضوع
(@essammutair)
Estimable Member
انضم: منذ 12 سنة

 

حين الحديث عن الوعي ينبغي تعريف معالم هذا المصطلح ماذا يشمل ؟ ولكون التحديد ينطلق من الرغبة بالتمييز والحصر ، وبالتالي تتفاوت التعريفات فإني سأعرض أهم التعاريف مع التركيز على أن هناك مجالا متفقا عليه بعيدا عن الاختلافات في النظرة ، 

الوعي ببساطة هو اليقظة والدراية ، أن تكون يقظًا بالمقارنة مع أن تكون نائمًا ، وأن تكون داريًا (بنفسك وبالمحيط) مقارنةً بأن تكون غير مدرك لما حولك ، وهناك حالات مختلطة مثلًآ : الشخص الذي يحلم هو شخص نائم لكنه دارٍ بمشاهد حلمه وثمة ذاكرة راصدة من الممكن حين يستيقظ أن يخبرنا ماذا رأى ، وأما الذي يسير نائمًا فهو يقظ لكنه لا يدري ،
إن الحلم والسير نائمًا ، مثالان لحالة مختلطة من مفهوم اليقظة والدراية .

بموسوعة ستانفورد عُرّف الوعي بعدة تعاريف اخترت منها :

القدرة على الإحساس. من الممكن أن يكون الكائن واعياً بالمعنى العام، أي أن يكون ببساطة كائناً حساساً قادراً على الإحساس والاستجابة لعالمه (Armstrong 1981) .

ثم علّق الكاتب عن ذلك بأن هذا يتضمن درجات للوعي ، ليثير مسألة أخرى "هل السمك واعي بهذا المعنى"؟

وثمة تعريف آخر ، يشمل الدراية بالذات والمحيط ، وقد يُعرّف بأنه "حالة فهم وإدراك شيء ما" .. كامبريدج ، أو "حالة دراية المرء بمحيطه والاستجابة له" قاموس أكسفورد 

لكن دعونا نتأمل وعينا نحن بعيدا عن استخدام اللغة بالتعريف ، ما هو وعيك ؟ ركّز بنفسك انظر كيف تعي ذاتك ومشاعرك ، كيف استجبت لطلبي ، إن كل شعورك ذلك هو وعيك وبالتالي مهما اختلفنا بالتعاريف فأنت الآن على أرضية صلبة للمعنى الذي نقول عنه "وعي" ، وبعد ذلك نرجع ونتذكر لك أن هذا الوعي هو مجال لأسئلة كثيرة لم تلق إجابات للآن ، وفق : كيف ينشأ ؟ ما هو (أي تكوينه ، هل هو إشعاع مثلا فإن كان إشعاعا فكيف نقيسه ؟ هل يمكننا فعلا أن نقيس الوعي؟ بالطبع لا ، قد نقيس حرارة الجسد لكونها مسأل فيزيائية لكن أن نقيس الوعي بجعله مقادير أي أن نضعه في مقياس العلم التجريبي فهذا للآن فكرة مرتبطة بالمحال لاعتبارات كثيرة سنناقشها بالتدرج) 

تظل إشكالية الوعي معقدة ، حتى عند أولئك الذين أفنوا حياتهم بدراسات طبية ودماغية :

إنني لا أعتقد أن الفاصل بين الكائنات الواعية واللاواعية مجرد شبكة من الأعصاب .*

‏كرستوف كوخ ، أمريكي ألماني
‏عالم الأعصاب والدماغ وكبير معهد ألين لعلوم الدماغ بسياتل، وصاحب كتاب :
‏البحث عن الوعي .

 

هكذا تبدو مشكلة الوعي صعبة الحل ، في نظر العلماء والفلاسفة ، ومن الممكن شرح القضية هكذا :

١. الوعي هو انتباهك ويقظتك وتفكيرك وشعورك ، إنه اللحظة التي تستيقظ بها من النوم إلى أن تغط بنومك مع (انضمام الأحلام للوعي لأنك تعي بها ).

٢. ما هو هذا الوعي إذن من حيث : كيف تكوّن ؟ قد تجاوب ببساطة من الدماغ لكن الإجابة أصعب من هذه ، فالسؤال يعني : كيف صنع الدماغ الوعي؟ كيف تشكلت حالاتك الواعية (رؤية الأحمر مثلا) من مادة دماغية (مجرد كيمياء عناصر ومركبات معقدة شكلت نسيجًا حيًا) هذا لو افترضنا بالأساس أن الوعي فقط ينشأ من الدماغ …

9CA02981 57B0 4909 B0B7 E77A5E4B9E44

عن هذه  المعضلة يقول كولين ماجين 

كيف يمكن للحالات الواعية أن تعتمد  على الحالات الدماغية ، كيف يمكن لفينومينولوجيا (ظاهرية) الألوان أن تنشأ من هذه المادة الرمادية الرطبة؟
كيف يمكن أن يؤدي تجميع ملايين الخلايا العصبية المنعدمة الحس فرديا إلى توليد دراية ذاتية؟

ثم تنتهي فقرته ب : إن مشكلة العقل الجسد ، هي مشكلة كيفية حدوث المعجزة ؟ هكذا يتم إزالة الإحساس العميق بالمعجزة 

موسوعة بلاكويل ص٦٤٨

 

وعن المعنى ذاته يُطلق الفيسلوف الأسترالي ديفيد تشالمرز "المشكلة الصعبة للوعي"

كيف يمكن لدماغ مادي مكوّن من مواد مادية خالصة ، أن يتسبب في تجارب واعية ذاتية يتعذر وصفها

*الوعي - سوزان بلاكمور - مقدم قصيرة جدًا

 

سأتطرق بمواضيع أخرى عن مشاكل الوعي الفلسفية ،

وسأنشر مقالا كاملا تلحقه سلسلة مقالات بعد ذلك بقسم قراءات فلسفية بالمجلة يشمل المصادر والمراجع للحديث المتكامل عن قضية الوعي .

السؤال الآن هل ترى كيف أننا بمواضيع الوعي : نفكر بالتفكير ، وهو بالمناسبة يتناسب جزئيًا مع تعريف خاص بالوعي يقول :" أن تكون واعيًا بأنك واعي" أي الوعي بالذات ، وهذا التعريف أدخل عالم الحيوانات بقفص الاتهام ( أي هذه الكائنات يعي ذاته فعلا) .

 

نعيد السؤال :

ما هو الوعي ؟

هل هو حالة فيزيائية ؟ طاقة مثلا ؟ إذا كان طاقة كهرومغناطيسية كيف تتشكل أفكارنا فيها ؟ هل يوجد فكرة بتردد معين ؟ (الفيزياء اليوم لا تجيب على هذا السؤال)

هل هو حالة فسيولوجية ؟ نسيج عصبي حي ؟ الإجابة بنعم ناقصة : كيف تكون الفكرة مركبات كيميائية داخل الخلية مثلا ؟ (علوم الدماغ لا تجيب على هذا السؤال)

هل هو حالة ينطبق عليها فكره الثنائية الديكارتية ؟ العقل-الجسد ، وبالتالي فالوعي الذي هو مظهر عقلي ، في عالم لا مادي وسيظل دائما هكذا وأما ارتباطه بالدماغ فهو ارتباط الروح بالجسد ، ومع تقهقر فكرة ديكارت عن الغدة الصنوبرية ، التي اعتبرها الرابط بين الروح والجسد ،  ظهرت فكرة أخرى :
ثنائية الخواص ، المادة التي لها خصائص فيزيائية وخصائص روحية/وعي ومنها مدرسة النفسانية الشاملة التي سنتطرق لها لاحقًا ؟

لقد افترض برتراند راسل أن الوعي والمادة كلاهما قادمان من مادة أولية غير معروفة لنا (ثنائية الخصائص من أحادي محايدة) مستوى أعمق من الوعي والمادة يتشكل منه الأثنان (مستوى غير ذهني أو  مادي في ذاته)

 

إذا لديك أي أسئلة أو إضافة أو نقاش شاركنا …

شارك:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض