"إن الشعرنة ، عملية ذات وجهين ، متعايشين ، متزامنين ، :
الانزياح ، ونفيه . (تكسبر البنية ، وإعادة البناء) .
ولكي تحقق القصيدة الشعرية شعريتها ، ينبغي أن تكون دلالتها مفقودة أولا ثم يُعثر عليها وذلك كله في وعي القارئ."
كوهين -بنية الشعر
▪️موهبة المتلقي (الشاعرية) مهمة بالوعي بالنص الشعري شعريا وهي جزء من الخصائص النفسية التي يدخل بها بالإضافة للمكان وعوامل الثقافة : التركيب الجيني/العرقي ومثله خصائص اللغة ، فرصد الانزياح والشعور به هو ذكاء لغوي اجتماعي ، منه ما هو فطري ومنه ما هو مكتسب يعتمد على التدريب والاحتكاك بالنصوص .
▪️ليس كل المهتمين بالشعر متساوين في رصد الانزياح الشعري ، وأشكاله ، فالحد الأدنى يعتمد على رصد الإيقاع (الانزياح الصوتي) والخيالات التقليدية (الانزياح الدلالي) كالتشبيه والاستعارات الخفيفة لكن ثمة مستويات أعلى .
▪️الرمز ( شخصنة الطقس مثلًا : الريح) وجعلها جزءًا من مشهد يحكيه الشاعر ، يرمز بها للقوة / الطغيان ، داخل المدينة ثم صناعة مشاهد أخرى لها ، هذا النوع من الانزياح مستوى يحتاج بالإضافة للميل الراصد له :
القدرة على التخيّل المتسلسل ، وإجالة الذهن والاستمرار بالتأويل .
▪️عدم وصول المتلقي لأفق النص الذي كتبه الشاعر قد يلام به الشاعر ذاته إن كان يخاطب فئة اعتادت على الشعرية البسيطة ( شعر الحكمة وأشباهه) لكن عادةً يميل الشعر الرمزي لمخاطبة مهتمين بشاعريات متقدمة .
▪️ليس للشعر ذوق واحد ، حتى مع اختلاف مستويات وكمية المجاز/الانزياح به ، ينبغي احترام التنوع ولكن ينبغي أيضًا معرفة أن ارتفاع شاعرية المتلقي ستجعله يتذوق النصوص التي تحتاج جهدًا في تفكيكها ، ليس جهد قواميس (المقصود) بل جهد تأويل ربط واحتمال وهذا ذكاء
▪️طربية المشهد ، طربية الجملة ، وجودي بصفتي متلقي داخل النص ، علاقته بذاكرتي باهتمامي ، هو متفاوت أيضًا ، فأجدني مثلا ميالا لنزار لكني لا أجدني كذلك مع مظفر النواب ، وهكذا الموضوع ليس فقط رصدي للانزياح بل علاقتي بالموضوع الشعري ذاته .
للحديث بقية
وآرؤكم مرحب بها …