عن اللفظ ، الشعر وا...
 
الإشعارات
مسح الكل

رأي عن اللفظ ، الشعر واللغة

User Avatar
(@essammutair)
Estimable Member Admin
التعبير
المقام السادس
Points: 515457
انضم: منذ 12 سنة
المشاركات: 63
بداية الموضوع  

 

ولكن كيف تتجلى الشاعرية؟ إنها تتجلى في كون الكلمة تُدرك بوصفها كلمةً وليست مجرد بديل عن الشيء المسمى ولا كانبثاق للانفعال ، وتتجلى في كون الكلمات وتركيبها ودلالتها وشكلها الخارجي والداخلي ليست مجرد أمارات مختلفة عن الواقع بل لها وزنها الخاص وقيمتها الخاصة.

‫جاكبسون‬ / قضايا الشعرية 

 

وعلى المنوال ذاته نجد ‫سارتر‬ يقول بمعاني مقاربة في كتابه ما هو الأدب حين يتحدث عن الشاعر :

"إن الشاعر أبعد ما يكون عن استخدام اللغة أداة ، وقد اختار طريقا لا رجعة به ، وهو طريق فرضه عليه مسلكه الشعري باعتبار الكلمات أشياء في ذاتها وليست بعلامات لمعاني"

سارتر / ما هو الأدب؟

▪️ثمة غياب للظاهرة الشعرية بصفتها وجودًا نعيه حين نركز فيما يدفعنا للوعي بـ "الشعر" ، أو ما نعده "شعرًا" ، هل كون الكلمات قد تجاوزت ظهورها المعتاد ، حيث نتأملها ونتفحصها وننتبه للإيقاعي بها ، وتظهر بالتزامن مع دلالتها ، كأشياء نتجه إليها ، هل كونها كذلك دفعنا للإحساس والوعي بالشعر؟
هذا يذكرني بمحاولة العلم تفسير العاطفة/الانفعال :
هل العاطفة هي تغيرات فسيولوجية أولًا ثم بعد ذلك نعيها كما هي نظرية جيمس-لانج؟

أم أنها تغيرات فسيولوجية وانفعالات نعيها تحدث بالتزامن كما هي نظرية كانون-بارد؟

أم أن التفكير لابد أن يحدث أولا ثم بعد يحدث الانفعال كما هي نظرية لازاروس؟

▪️ سنلاحظ حين استعمال التفكير العلمي ، أننا نسعى في مسار الترتيب ، والقياس ، والزمن ، وأننا نتعامل مع الظاهرة بصفتها تركيبًا ، وبالتالي فهناك جزء أهم من جزء ، ومع ذلك فإن آخر التعاريف للعاطفة هذه الأيام أنها متلازمة :
"فإن العواطف ليست قوى سببية ولكنها مجرد متلازمات للمكونات ، والتي قد تشمل الحوافز والشعور والسلوك والتغيرات الفسيولوجية ، ولكن لا أحد من هذه المكونات هو العاطفة. كما أن العاطفة ليست كيانًا يسبب هذه المكونات"

▪️إن الظاهرة ، تنطوي على وعي بها ، أي أنها تصرح ضمنيا في كونها دائما فوق العلم وطرقه ، فهي أيضًا جزء من الذات ، عالم الوعي الخفي عنا ، الذي هو فوق العلم ، وبالتالي فإن الشاعرية التي نتناولها من منطلق مشابه لفسيولوجية الانفعالات ، فلنقل فسيولوجي اللغة ، لا يمكن أن تفسر لنا تمامًا ظاهرة الشعر ،

▪️النسيج اللغوي ، يظل الجسد الذي يلازمه دومًا غموض الروح ، ومعضلة الوعي ، والذاتية ، وهو جزء مهم في التكوين الشعري لكنه وحده لا يفسر لنا الشعرية.

▪️من الممكن تفسير الشعر بأنه نداء موازي ومشابه للصوت العميق ، في ذواتنا ، وأن الكلمات التي نسعى لها بالنص وتثيرنا ، هي بالأساس تحمل شعرية خاصة بها في اللغة وبالذات كذلك ، فالنفس التي وعت وانطلقت نحو التفكير بالأشياء كانت منذ البداية تزامن بين الصوت والصورة عبر اللفظ ، وتزامن كذلك بين الأنا التي هي إرادة وبين الأنا التي هي ذاكرة من خلال الكلمات ، وبهذا فذات الإنسان (المتكلم) هي ذات لغوية ، وهو لا يمكنه أن يتوغل بأعماقه أو بالخارج بلا كلمات ، وهذا يفسر لنا الشعري باللفظ ، فاللفظ هو الذكرى ، هو ارتباط بين التجربة والعاطفة والأنا، ومن هذا فاللفظ بالشعر هو اللفظ بالذات ، وإن ميلنا نحو الشعري هو ميلنا نحو الذاتي ، والشعر هنا ظاهرة نعيها بتكويناتها كلها ، لكن اللفظي بها هذا منشأ السحر الذي فيه .

 

للحديث بقية ، وسؤالي بالنهاية لكل شخص :

ما هو الشعر بالنسبة لك ؟ نقصد ما الذي يجعل الشعر شعرا؟ لقد أبديت رأيي فحياكم بهذا النقاش الحر …

 


   
اقتباس
وسوم الموضوع
شارك:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض