المطابقة

ويقال لها أيضا: التطبيق، والطباق، والتضاد 

التعريف : الجمع بين الضدين أو بين الشيء وضده في كلام أو بيت شعر .

ومن أمثلتها قولنا : الليل والنهار ، والبر والبحر ، الإبرام والنقض ، ومن شواهده بالشعر قول المعري : 

والدهر إعدامٌ ويسرٌ ، وإبرامٌ 
ونقضٌ ، ونهارٌ وليلْ
،
يفني ولا يفنى ويبلي ولا 
يبلى ويأتي برخاءٍ وويلْ

قال الخليل بن أحمد: ”طابقت بين الشيئين، إذا جمعت بينهما على حد واحد ”.

والمُطابِقُ مِنَ الخيل والإبل: أنْ يَضعَ الفَرَسُ رِجْلَه مَوضِعَ يدِه . ثمَّ صار الطِّباقُ بمَعْنى الجمْعِ بينَ الشَّيئَين؛ يُقالُ: طابَقَ فُلانٌ بينَ ثَوبَينِ، أي: جمَع بَينَهما .


الأنواع :

مطابقة الإيجاب ، مطابقة السلب ، وإيهام التضاد

مطابقة الإيجاب

 هي ما صرّح فيها بإظهار الضدين، أو هي ما لم يختلف فيه الضدان إيجابا وسلبا.

ومن أمثلتها بالإضافة إلى الأمثلة السابقة للمطابقة التي تأتي بلفظ الحقيقة قوله تعالى: فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ، وقوله أيضا:

باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ.

ومنه أحاديث الرسول: «أفضل الفضائل أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتصفح عمن شتمك» وقال: «أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة».

ومنه شعرا قول امرئ القيس:

مكر مفر مقبل مدبر معا … كجلمود صخر حطه السيل من عل

وقول مسافع:

أبعد بني أمي أسرّ بمقبل …
من العيش أو آسى على أثر مدبر؟
،
أولاك بنو خير وشر كليهما … 
وأبناء معروف ألّم ومنكر،

ومنه من الأقوال المأثورة: «غضب الجاهل في قوله، وغضب العاقل في فعله» و «كدر الجماعة خير من صفو الفرقة».

مطابقة السلب:

 وهي ما لم يصرح فيها بإظهار الضدين، أو هي ما اختلف فيها الضدان إيجابا وسلبا، 

نحو قوله تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ، فالمطابقة هنا هي في الجمع بين «يعلمون ولا يعلمون» وهي حاصلة بإيجاب العلم ونفيه، لأنهما ضدان.

ومن مطابقة السلب أيضا قول امرئ القيس:
جزعت ولم أجزع من البين مجزعا … وعزّيت قلبي بالكواعب مولعا

فالمطابقة هي في الجمع بين «جزعت ولم أجزع» وهي حاصلة بإيجاب الجزع ونفيه.

ومن المستحسن في ذلك قول بعضهم:

خلقوا وما خلقوا لمكرمة … فكأنهم خلقوا وما خلقوا

رزقوا وما رزقوا سماح يد … فكأنهم رزقوا وما رزقوا 

إيهام التضاد

وهو أن يوهم لفظ الضد أنه ضد مع أنه ليس بضد،

 كقول الشاعر:
“يبدي وشاحا أبيضا من سيبه … والجو قد لبس الوشاح الأغبرا”

فإن «الأغبر» ليس بضد «الأبيض» وإنما يوهم بلفظه أنه ضد. 

ومثله قول دعبل الخزاعي:
“لا تعجبي يا سَلْمُ من رجلٍ… ضحكَ المشيبُ برأسهِ فبكى

فإن «الضحك» هنا من جهة المعنى ليس بضد «البكاء»، لأنه كناية عن كثرة الشيب، ولكنه من جهة اللفظ يوهم المطابقة.


ومن حيث الحقيقة ينقسم إلى :

طباق حقيقي :

يأتي بصفته جمعًا بين حرفين أو فعلين أو اسمين أو مختلفين ولا مجاز أو استعارة في ذكرهما كقول الله عز وجل : وأنه أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا“ 

أضحك وأبكى ، ضدان  ، ومن الشواهد أيضًا :

تأخرتُ أستبقي الحياةَ فلم أجد … لنفسي حياةً مثل أن أتقدّمَا

الطباق بين : تأخرتُ و أتقدّم ، جمع بين ضدين (فعلين متضادين)

أو اسمين :

 كقوله تعالى: وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ

”أيقاظ ، رقود“

أو حرفين، 

نحو قوله تعالى: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ

”لهن ، عليهن“

أو مختلفين،

 نحو قوله تعالى: وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ.

”يُضلل ، هاد“

طباق مجازي :

الطباق الذي يأتي بألفاظ المجاز يسميه قدامة بن جعفر «التكافؤ»
ومنه قول الشاعر:
“حلو الشمائل وهو مرٌ باسلٌ … يحمي الذمارَ صبيحةَ الإرهاقِ”

فقوله «حلو ومر» يجري مجرى الاستعارة، إذ ليس في الإنسان ولا في شمائله ما يذاق بحاسة الذوق 

وقول الله عز وجل : ”أوَمَن كان ميتًا فأحييناه“ فالموت والحياة ليست على سبيل المعاني الحقيقية بل هي مجاز فالموت قُصِد به الضلال والحياة قُصِد بها الهداية .


الطباق الخفي :

أفضل مثال يوضح معنى الطباق الخفي قوله تعالى: “محمدٌ رسول الله والذين معه، أشدّاء على الكفار رحماء بينهم“

فالرحمة ليست ضد الشدة ولكن الرحمة لا تكون دون وجود لين واللين هو المقابل للشدة، بمعنى أن الطباق الخفي هو الطباق الذي تكون فيه المطابقة مخفية بسبب تعلق أحد الركنين بآخر كتعلق اللين بالرحمة، تعلق السببية فالرحمة مسبّبة عن اللين ، فلفظة «رحماء» ليست ضدا في المعنى «لأشداء» ولكن الرحمة تستلزم اللين المقابل للشدة، لأن من رحم لان قلبه ورق .

ماذا يهم الشاعر والأديب من الطباق ؟

كما يتضح مما سبق شرحه أن الطباق هو فن الجمع بين الأضداد لأداء الإثارة المعنوية وإبراز الجوانب الجمالية أو كما يقال والضد يُظهر حُسنه الضدُّ ، وهذا من معاني تحقيق الجمال والتأثير النفسي .


ما على الشاعر/والأديب عموما فعله حال النظم والتعبير / شرح وتدريب كتابي لتطوير المهارات :

من المهم أن ينساق الأديب وهو يؤلف عبارته نحو الشعور الجمالي وتحسين الجملة لتحقيق المعنى ، ومن ضمن المحسنات البديعية يأتي الطباق بصفته إثارة ، وتنبيه واسترسال ، وحركة ذهنية شاعرية حين الذهاب من الضد إلى الضد يدفع للذة تحقيق المعنى عبر التركيز على التناقض والتجانس ، ولنضرب أمثلة على ذلك :

أود كتابة نص أو عبارة عن ما بي من حزن وتعاسة (سنجعلها صدمة من شخص أحبه ، خذلان مثلا وينتابني شعور بمرارة الفراق والوحدة ) كيف سأصور هذا الشعور وماذا يمكن أن يفعل لي الطباق ؟

الإجابة :

هذا المحتوى خاص فقط لأعضاء الشبكة وفق هذه الاشتراكات
اشترك الآن واستفد من خدماتنا التعليمية والتطويرية،
Already a member? Log in here


تدريبات / أسئلة قصيرة / المستوى الابتدائي 

3

البلاغة – البديع – الطباق

أسئلة عن المطابقة / علم البديع / البلاغة

1 / 3

ما هو الطباق ؟

طباق السلب فيه حرف النفي “لا”

2 / 3

ما نوع الطباق بهذه العبارة :

يضحك أخي ويبكي

طباق السلب فيه حرف النفي “لا”

3 / 3

ما نوع الطباق بهذه الآية :

قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ


تدريبات /أسئلة قصيرة / المستوى المتقدم :

هذا المحتوى خاص فقط لأعضاء الشبكة وفق هذه الاشتراكات
اشترك الآن واستفد من خدماتنا التعليمية والتطويرية،
Already a member? Log in here

ملخّص الطباق صوتيًا 

[gspeech type=circle]

المراجع :

  • جواهر البلاغة ، الهاشمي 
  • علم البديع  ، د عبدالعزيز عتيق
  • البلاغة الواضحة ، علي الجارم ومصطفى أمين،

Related معارف

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض