أناجي فيكَ آمالَ البوادي..
ويرجو منكَ مغفرةً فؤادي
،،
فأقبِلْ أيّها المعشوقُ سيفًا..
فإنّي في غيابكَ للأعادي !
،
وأذهلني بأنّي حين أرنو..
بلادي لم تعد شيئًا بلادي !
،،
تقيّدُها الأفاعي دون قيدٍ..
وتعلوها الحرائقُ كالغوادي
،،
ألا تدنو وتكفيني عذابًا..
فإنّي بين أشرار العبَادِ
،،
وطوّقني الطريقُ وضاعَ أمري..
بمهلكةٍ ونابُ القبر بادِ
،
وحبُّكَ يكتبُ الأشعارَ عنّي..
وتحسبُ أنّها ملحي وزادي
،
وهذا النأيُ أنقصني وأقصى..
وهاتيكَ الكآبةُ بازديادِ
،،
فجفني دون وجهكَ لا حياةٌ..
ووجهي دون جفنكَ في حِدَادِ
،
أنادي قلبكَ المأوى أغثني..
يغِثْكَ اللهُ في يوم التنادِ
،،
ألستَ البدر في نظْمِ الليالي..
وعيدَ الماءِ بالأرضِ النكَادِ
،،
ومن عينيكَ أُكرِمَت البرايا..
برزقٍ قيلَ أنهُ من جوادِ
،،
ومن خديكَ كان الورد وردًا..
ومن شفتيكَ أنغامُ الحصادِ
،،
وعقلُ الغرب يغرفُ منك عقلًا..
وروح الشرق عندكَ بانقيادِ
،،
وفلسفةٌ وأخلاقٌ ودينٌ..
وأشعارٌ وإشراقٌ وشادي
،،
بهنَّ أتيتَ يا ميلادَ قلبي..
وأحلامي وتعدادي وضادي
،،
وقد أجرمتُ والغفرانُ ظلمٌ..
فعاقبْ من بحبكَ في تمادي
،،
بشيءٍ منكَ لا بعدًا وهجرًا..
فإنَّ الموتَ حكمكَ بالبِعَادِ
شعر: عصام مطير البلوي
،
تمت بفضل الله على البحر الوافر