سأعطيك فرصة لتذرف دمعتين وبعدها كفى..
لقد اخترنا الرحيل أو أُجبرنا عليه أو مزيج من هذا وذاك ، لايهم ..
فمهما كانت التحاليل والتفاسير والظنون واليقين لن يغيّر كل هذا تضاريس الواقع الذي لا مفر منه..
علينا أن نسلّم كل عتادنا وأسلحتنا ونرفع الرايات البيضاء ونمضي حيث نجد أنفسنا أكثر صفاءً وصدقاً وحباً ووفاءً
وإلا فإن البشر لن يتركوا صغيرة أو كبيرة إلا شوهوها وألبسوها ثيابهم المريضة وحينها لن أكون أنا أنا ولن تكون أنت أنت..
لقد حاولتُ كما حاولتَ أنت ، فلم نجد لغتنا تلك التي كانت بيننا أو أننا نسيناها وخشينا أن نعيد بناءها مرة أخرى فيمسنا من الله سوء العذاب ..
أنت بالأعماق ترعاني وأرعاك
أحببتك فاحتفظت بك داخلي وحافظت على كل ألوانك وفصولك وحروفك وكلماتك وأقوالك وابتساماتك وصفوك وكدرك وكل كل ماهو منك وإليك ..
استنسختك لآنني أعرف البشر جيداً وهأنت مشرقٌ ومضيءٌ دائماً..أتوضأ بك وتتوضأ بي،وليس ثمة كاهن أو اية أو شيخ أو أي وسيط بيني وبينك ، ليس ثمة حاجب أو حجاب ، حارس أو باب ،ليس ثمة جدار أو رواق ويستحيل بيننا الكذب والنفاق..
زهدت بالحياة وقنعت بك وهجرت كل البشر حتى لاينازعوني فيك فلا تسلني لماذا الرحيل؟
فلست أنت ذلك الذي تخثّر..
ومن الموبقات أن أشوهك فكن بالأعماق كما أنت منذ أول عناقٍ بيننا
أبقيتني حياً وأنت هكذا ولا أريدك أن تموت فأموت ..