قبل أن ألملم بقايا السجائر وبضع أوراق صفراء رسمت بها وجهك الذي عشقته منذ أول مصافحة يُفترض أن تكون عابرة لا قيمة لها فأصبحت كل الحياة..
قبل أن تشدني يداي الحائرتان
لتُخرجاني من الباب أو من النافذة أو من الشرفة أو من أي خرم هاهنا أو هاهناك ،
كنت أودُ أن أقول لك: أحبك جداً
كانت واضحة جداً وشفافة جداً ومقروءة جداً ولم أكن قادراً على أن اهين دموعاً انتحرت قبل هطولها فليست الدموع لاستجداء الحب ممن لايقدره
.. تركتني كسرب بجعٍ يصفه الشعراء زهواً وزخرفة ولا يدركون معاناة من فيه..لم يعد هنالك ما ينبض حقاً ،نوباتٌ تمر مر السحاب
أحبك جداً وأكرهك جداً ..
ذهبت وأخذت كل شيء وتركتني شلواً تمزّعه الأطلال ..ما أن يصحو يغفو وما أن يغفو يصحو فلا يقظة ولا غفوة ولا لذة ولا ألم
أحبك جداً وأكرهك جداً ..
بلا فؤاد أحمله ..
وكيفما كانت الأنفاس..
يركنُ بعضي على بعضي وتتجاذب الأجزاء الأجزاء والأشلاء الأشلاء وتتراكم وتثور وتنفعل وتنفجر وتعيد الكرّة الاف المرات ..
لا هذا ولا هذه ولا كل أسماء الإشارة تفيد وأنا لم أعد كما كنتُ ولن أعود إليه،..
هل من الممكن أن تحرق الغابة مرتين وأنت منذ ذلك الكفر أجهزت عليها ولم تبق ذرة إيمان واحدة؟
بمعركة الحب كلنا غزاة ولكني أكثرهم سذاجة وحماقة وطمع ..
قرأتك الاف المرات وحدثتني عنك النجوم والكواكب والشمس والقمر واعتزلت من أجلك كل البشر وغير البشر ،
ورحلت إلى أقصى القطب المتجمد الشمالي لينسيني سياط ثلجه برودة رحيلك ولم يستطع..
فعدت أدراجي إلى صحرائهم لتنسيني أفرانها حرارة الشوق فلم تستطع
فسولت لي نفسي أن أقتفي من حولي لعلّي أجد فيهم جزءاً او بعض بعض جزءٍ منك فما استطاعوا ولم أستطع.. ..
لقد ثرت على البشر وزيفهم وخداعهم وخرجت كحمم البراكين من فوهة الواقع لأسوطهم بما لذ وطاب فلعله أقصر الطرق وأجملها للرحيل الكامل الذي يليق بثائر وجودي مثلي ..
كل حكومة أمام عيني كجناح بعوضة لا قيمة لها ،كل هذه السلطات والادارات والوزارات والهيئات والمشاريع والقرارات والجيوش والشعوب لاقيمة لها
كل هذه الاعلانات والشعارات والوعود والعهود باطلة كاذبة مزورة لم أخترها يوما ولم أكن شريكا في كتابتها أو رسمها أو نشرها أو تعليقها أو تمجيدها
كل هذه المجتمعات ومن فيها وماعليها ومابها وما منها
لم تعد تشكل عندي بقايا سجائري تلك
التي كنت قبل أن ألملمها أود أن أقول لك:
أحبك جداً..
