هزم الليلُ كل الطغاة وتقدم نحوي يحمل الحب بين يديه ويشتكي إلي من سوء اخلاق البشر
وبذاءة ألفاظهم وهم يصفون فحش أفعالهم بالظلام والليل
فمسحت دمعتيه وبكيت ثم أنشدتُ قائلا:
لعمري أنت بالدنيا جمالُ..
فلا تهتم إنْ فعلوا وقالوا
ذنوبٌ أينما كانوا بأرضٍ..
وتدميرٌ وظلمٌ واحتلالُ
عصاةٌ يقذفونك بالخطايا …
ومن أجسادهم نبعَ الضلالُ
صدوقٌ أنت لم تكذب علينا..
ستورٌ لا يُذلُّ بك اتكالُ
محبٌ عاشقٌ ورِعٌ بدنيا..
تعكرها الإجابةُ والسؤالُ
فيا ليلي وليلى في ضلوعي..
ألا يكفيك أنك لي وصالُ
فتغدقني بذكراها وتحنو ..
ولم يمنعك من هذا اشتعالُ
وأسمعها بجنحِك يا كريماً…
تعاقرهُ الرزانةُ و الجلالُ
عطوفٌ أنت لا يُردِيك حقدٌ..
وفي أثوابك اتسق الخيالُ
هدوؤك تنبت الآمالُ فيهِ..
كأبراجِ السماء وما تزالُ
وفي أمواجك السود اكتحلنا..
وفي سكناك يحتفلُ الدلالُ
فؤادك لايشوبه أي ذنبٍ..
وصفوكَ لايكدّرهُ اختلالُ
وفجرك حين تغدو ليس عيباً..
لأنك منذ أن كنا مآلُ
بإيمانٍ وتوحيدٍ عظيمٍ..
رحلتَ وأنت فيهنّ الكمالُ
أحبك يارفيقاً لم يخنّي..
وتعشقكَ الصحاري والجبالُ
وتهواكَ الكواكبُ في بروجٍ..
أضائت كي يزيد بهنّ فالُ
وأشواقٌ وترحابٌ ووصلٌ..
فتغرف ما نود ولا يُحالُ