ورودٌ على سفح جبلٍ أشم.. من سيُشعرها بقيمتها؟!..
من سيعقد ضفائر آمالها عند بزوغ الشمس ؟، ذلك البزوغ الذي تعانقه قبل غيرها بهذا العالم !..كما أنها تعانق السحب معانقةً
وتعانق الليل معانقةً.. وتعانق السمو معانقةً
قدَرُ الجمالِ قبيح ،، تلعنه ليل نهار بأعماقها ، ودت لو أنها بالوادي زهرة تتلقفها الأيادي !
ما قيمة الورد بلا أعين تقدسه؟ ..بلا قلوب تقدسه؟ .. بلا أرواح تقدسه؟
ما قيمة الورد بلا وجود يُقدسه؟!
كتلك الورود على سفح جبلٍ أشم..كانت هباءً منثورا ..!
لحظاتٌ لا تزهو راقصة بعين راغبٍ متبتل ودفء الوصل نغمات وعود ..لا تعنى الا اننا لم نحيا بعد ..لم نولد بعد !
لا تعني الا اننا لم نتنفس بعد وليس شهيقنا وزفيرنا وشعورنا بالحياة سوى مانحاول ان نوهم به انفسنا باننا على مايرام واننا بالفعل نحيا حياة نحبها
وأننا بالفعل نحياة حياة جميلة رائعة بها مانريد وهي ليست كذلك ابداً ولم تكن ،
أضعنا من حيث ندري ولا ندري أجزاءً من قيمتنا بهجرنا وإبتعادنا عن كل مايمكنه أن يقدرنا ويرعانا ويحبنا ويشاركنا الحياة
وليس ذلك الا بفعل ماكنا نعتقده صوابا نابعا عما كانوا يدرسوننا إياه ليطبعوا بضمائرنا ضمائرهم الحجرية الصنمية الكارهة لكل الحياة
الكارهة لكل الوجود ،
فنكون ضحاياهم ونمجدهم ،
ونكون عبيدهم ونستجديهم بان يزيدوننا ذلا وعارا واستعبادا حتى نبقى بعيدين عن كل شرور هذا العالم
أي اننا نستبدل المجهول بآثام الواقع ونرى ان هذا الواقع الآثم هو قمة الخير جراء مانتخيله عن المجهول او الاخر
إنهم يخنقوننا ويعذبوننا ويظلموننا ويحرموننا من كل جمال الحياة لأنهم يحبوننا ويعشقوننا ويخافون علينا
هكذا يبررون لنا كيف تكون الجريمة فضيلة ..كيف تكون الكراهية حباً وعشقا ..وكيف يكون الظلم عدلا عظيما
وما أنت ؟ ومن أنت ؟
اذا ما نطق أحدنا حرف تساؤل !..
وإذا مازاد بحروفه كان ينبغي على الكرام البررة أن يمارسوا كل التعذيب للحرف وللسؤال وصاحبه!
ثم يـأتي الاذلاء الضحايا ليكملوا ويجهزوا عليه ،،
لأنه تساءل فقط ..لأنه تساءل فقط..!
فبمجرد أن يفعل ذلك فلقد أهان الأذلاءَ بأن أشعرهم بماهم عليه من هوانٍ وذلٍ وعار وانحطاط وظمأ وموت..
فإدراك الانسان بماهو عليه من سوء يعني الألم الذي يدفعه للخلاص مما هو عليه من ذلك السوء الا أن الجبناء
والغارقين بسوئهم يتألمون فيدفعهم ذلك لظلم من كان سؤاله إيقاظا لهم وكشفاً عما يعانوه من قبحٍ وهوانٍ وهم يعتقدون بغفلتهم أن ماهم عليه هو كل الحياة..كل الجمال
إنهم يكذبون ويظلمون ليبقى هوانهم جميلا
