ماءٌ لا يُطفئء ناركم ما حاجتي له ؟!.. من يكرر النظر يفقد معنى ما ينظرُ إليه رويدا فرويداً فماذا ستكون كل الحياة لمن عاث فيها نظراً وتجربةً ؟! قشةٌ ..ملقاة على طريق لا ينتبه به احد ولها قصةٌ ليست كأي قصةٍ وهنالك من حولها قشٌ وقشوشٌ وقصصٌ وأقاصيص فمن منّا سأل عن القشةِ وقصتها والقشِ وقصصِه والقشوشِ وأقاصيصها؟ .. حقيرةٌ هي بعينكم يا بشر فهل هي وحدها التي تحقرونها لضعفها وهوانها بأعينكم وعدم الحاجة إليها؟ هل هي فقط من لا تكترثون بها حين انعدام اهميتها لكم؟! الحديثُ عن الانسانية دجلٌ نردده لكي نوهم أنفسنا بأننا أكثر رحمة وحكمة وعدلا وانصافا وحبا بهذا العالم من كائنات أخرى .. هل رق قلبك لقشةٍ لا قيمة لها بعينك؟ هل رق قلبك الذي تعتقد انه أجمل ما فيك وأفضل ما فيك وأعذب ما فيك لكل من حولك من بشرٍ وغير بشر؟! مالذي جعل قلبك يرق لهذا ولا يرق لذاك؟ مالذي يجعله يرحم أحياناً ويقسو أحياناً ويغفر أحياناً ويتجبر أحيانا؟ تنفّس بعمق وازفر علينا من زفرات حكمتك التي تدعيها أيها المعتز بحكمته وعظمته وذكاءه وعبقريته ورقيّه ولغته وتاريخه وإرثه .. أقلبك هذا رحيمٌ وجزء كبير من رحمته لمن تحتاج إليهم كونهم جزء لا يتجزأ من دمك أو عائلتك أو عشيرتك أو مجتمعك أو أرضك أو مذهبك أو دينك ..أو ببعض ما سبق أو بكل ما سبق؟! أقلبك هذا يستحق أن يقال عنه رقَّ وهو لم يرقّْ إلا لمن أنت جزءٌ منهم وهم جزءٌ منك أياً كانت تلك العلاقة؟!.. ألا تغفر لأبنائك؟..فهل تفعل ذات الشيء لأبناء جيرانك وبنفس المقدار؟ وهل تفعل ذات الشيء لأبناء جيران جيرانك وبنفس المقدار؟..ألا ..ألا.. ألا رحمتك هذه كاذبة يا ابن ادم ان كانت هذه الرحمة لديك فأنت تخدع نفسك بنفسك فليست هذه رحمة لغيرك بل رحمة على ذاتك أنت الممزوجة بـ هُم ! وحين ذلك فمن غير السليم ان نسميها رحمة بل من الممكن ان نسميها أنانية أو كراهيةً أو كفراً أو ظلماً او جحوداً تعتقد من خداعك لذاتك بأنها أو أنه رحمة ما الحكمة هذه التي ترفعونها أيضاً لتتباهوا بالانسانية المزعومة وأعمق ما بتجاربكم لا يتجاوز تجربة البعوض والذباب؟! إن الحكمة ان تتجاوز ذاتك ولذّاتك فمن منكم تجاوز ذاته ولذّاته ؟ أي بمعنى ..من منكم كان ليس هو حيث الهلاك له أو حتى لبعض منه أن لا يكون هو هو؟! من فعل مثل هذا قلة القلة بالعالم البشري هذا منذ فجر تاريخه إذاً فهم حالات إستثنائية ليست إلا يحدثونني عن الحب فقلت فيه ما فيه من شروق وغروب وفيه ما فيه من بقاء وفناء، ما الحب إلا حاجة وكونه كذلك يُبطل صحة رفعه كشعارٍ يتباهون به لاثبات تفوقهم على غيرهم بل أن بقية الكائنات اكثر حباً مما نلقاه من البشر فيما بينهم ..هكذا سولت لي نفسي أن أقول! للحديث بقية ----- بقلم : عصام مطير البلوي من سلسلة حديث الوجود ارجو من ينقلها ان يضع اسم كاتبها حيث جزءا من معانيها لا يكتمل الا بمقالات سابقه ولاحقة وللحفاظ على الحقوق