أعودُ إلى خيمتي ، خائبًا
يعاقرُ في مُقلتيهِ الدجى
،
وألفُ سؤالٍ على كفّهِ
بلا موعدٍ واحدٍ يُرتجى
،
وقد حفَظَ العهدَ في نزفهِ
وردّدهُ منهجًا منهجا
،
أعودُ كأنّي على جملةٍ
من اليُتمِ في منطقٍ أعوجا
،
أحاول بالشمس أن تبتدي
أحاول بالبدر أن يخرجا
،
وقد عطّر الجرحُ هندامَهُ
وطيّبه بعظيمِ الهِجَا
،
ولي منه أن أرتمي منشدًا
نشيدًا من النار قد أجّجا
.
قوافي القوافلِ في نظرتي
تباغتني هودجًا هودجا
،
وتُكسِبُني شاعرًا ضائعًا
وتسلِبُني موعدًا مُبهِجَا
،
لقد شحَّ دربي على خطوتي
وإن جُدتُ فيها فقد حَشْرَجا
،
سنينٌ توالت بلا صارفٍ
وعُمْرٌ تعذّرَ بي مُحرجا
،
أعود إلى خيبتي والصدى
تكاثر حتى اصطفى وازدجى
،
ولي منه أن أكتوي صامتًا
بذكرى تبتّلَ فيها الحِجى
،
تجمهرتُ حولي بلا طائلٍ
فأدبرت نحو الدجى أهْوَجا
،
عَزوفًا عن الناسِ في خيمةٍ
ولم يعُدِ الأمرُ لي مزعجا !
عصام مطير البلوي
تمت بفضل الله على البحر المتقارب