قليلٌ منه يدفعنا إليه وحدود الاكتفاء متفاوتة ومتغيرة ومخادعة
بعض الاقدار تذهب وتعود كالشمس والقمر ،
وذهابها مجيء ومجيئها ذهاب ،
أهي بعض الاقدار ام كل الاقدار كذلك؟
وما الاقدار إلا بعضها من بعض.. كبعضي حين نشأ وتوالد وظهر ومال وثار وانتصر وانهزم واختفى واندثر من بعضي وفي بعضي
وما أنا إلا بعض ٌ من بعض ،،
فإذا كان بعض البعض أنا
فمن هو كل البعض ؟
ومن هو البعض الاخر ؟
ومن هو كل الابعاض ؟
أي بمعنى من هو كل الكل؟
وقليلٌ مني يدفعني إلي وقليلٌ منه يدفعني إليه وقليلٌ من غيري وغيره يدفعنا إليه أو إليها أوإليهم،وكلٌ منّا لسنا إلا بعض ابعاضنا
فمن هم البقية؟
وقليلك وقليله وقليلها وقليلهم وقليلي ليسوا إلا بعض ابعاضنا الاخرى فبعض منك بعض مني وبعض مني بعض منك ومنها ومنه ومنهم
وهكذا نحن جميعاً منذ أن كنا
أبعاضاً مبعضةً من بعض، فالارض بعضٌ منا ونحن بعضٌ منها والشمس بعضٌ منا ونحن بعضٌ منها
وكذلك الهواء والسماء والفضاء والقمر والنجوم والكواكب والافلاك والكون بكل مافيه ليسوا الا بعضٌ من بعض
فقال الصعاليك:
وما الدافع للقليل ؟
قلت:
الحاجة..
فقالوا:
وما حدود الاكتفاء؟
قلت:
ليست الا حاجة استجدت بظهورها كتمثّلٍ اخر اخفى تمثلّها السابق ولم يفنيه ولم ينهيه
,حدود الاكتفاء لا تعني تمام الشبع
فلا حاجة تستجد الا وهي تمثل امتداد لحاجة مسبقة
والحاجات لا تفنى انما يغطي بعضها بعضاً
والحاجات بكل مافيها من تنوّعٍ وتشكّلٍ ليست الا تمثُّلا للحاجة الاصل،، قالوا وما الحاجة الأصل قلت الوجود ذاته
فالوجود هو الحاجة والحاجة هي الوجود
قالوا:
ذكرت “وما انا الا بعضٌ من بعض” ،
قلت:
أي أن الذات هي أنا الممزوجة بـ هم وأنتم ،،
فاذا قلتم :
فسر لنا الانا التي تخصك فقط،،
قلت :
الوجود الذي يخصني فقط
فاذا قلتم:
هل هنالك حاجة تخصك فقط ؟
قلت:
لذلك قلت “وما أنا الا بعضٌ من بعض”
فقال صعلوك حديث عهد على صعلكة :
أينطبق تفسيرك للوجود بأنه حاجة على من أوجد الأصل ذاته،،
قلت :
“قل هو الله أحد* الله الصمد* لم يلد ولم يولد* ولم يكن له كفوا أحد”،،
وللحديث بقية
من سلسلة : حديث الوجود
——————
بقلم: عصام مطير البلوي
ارجو من ينقلها ان يشير الى اسم المؤلف حفاظاً على الحقوق وكذلك فإن بعض الكلمات لها معاني خاصة ويستند بعضها على بعض بمقالاتي السابقة!
