نصوصشعر

غناء الدهر

أطوفُ على جرحي طواف مودِّعِ
وأرنـو وما بالأرض غير توجُّعي
،
أطوفُ وأحلامي تعاقر جلمدًا
فلا النهرُ موضوعي ولا النجمُ موضعي
،
أراني على الديجور شُعلةَ شاعرٍ
تعاتبُ بالآمال مُـهجةَ بلقعِ
،
سرت في سبيل الفجر قافيةُ الندى
فأسلمها نحو الحواسدِ مَطلعي
،
رحيلٌ كأنَّ الريحَ سردُ حكايتي
بسطوة فرعونٍ وإمْرةِ تُبّعِ
،
وعُمْرٌ كأنَّ الجمرَ ينسج أمّهُ
بأعماق أعماقي ويشكو ويدعي
،
ألا من إلى ذاتي يقود صبابتي
وينزع أوتاد الهوى المتربّعِ
،
فقد نالني ما نال ذاكرةَ الدجى
وقد مسّني ما مسّ رملًا بإصبعِ
،
وزادَ عذابي أن أكونَ محمّلا
بغربة دين ٍ ، واستخارةِ رُكّع
،
ليَ الدمعُ ، هل للدمع غيريَ موئلٌ
يموجُ به الصخرُ العصيُّ كطيّعِ
،
وتأتي له الأشباحُ نزفَ أمومةٍ
هوَت من أعاليها قصيدةَ رُضّعِ
،
صفاءٌ صخوبُ الطقسِ فاض غضاضةً
بعين حقودٍ ، طامعٍ ، متنطعِ
،
أفيقي حياةً لا أريدُ جموعَها
ولا أشتهي بالموت وحدةَ مرتعِ
،
فإنّي خلودٌ في كتابةِ هالكٍ
وإنّ غناءَ الدهر رونقهُ معي

عصام مطير

تمت بفضل الله القصيدة عموديةً مبنيةً على البحر الطويل.

الرسمة الملحقة للرسام الفرنسي كلود مونيه

مقالات ذات صلة

Subscribe
نبّهني عن
guest

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض