ليست الحياة كما هي دوماً ، لم تكن يوماً هي هي ولن تكون ، وليست الحياة ذاتها بعيني هي ذات الحياة بعين غيري
ما الشتاء؟ ما الربيع؟ مالصيف؟ مالخريف؟ ،،
أهذه الفصول هي هي ذاتها بألوانها وزخاريفها وقبحها وجمالها وكفرها وايمانها وجرأتها وحيائها
ومجيئها وذهابها وسموها ودنوها ولقائها وفراقها وأخذها وعطائها وكرمها وبخلها ووصلها وجفائها بعيني وعينكَ وعينكِ وعينه وعينها؟
أهذه الفصول هي هي بعين محرومٍ شقّه الحرمان نصفين ؟ أهي هي بعين من اذاق غيره الامرّين؟ أهي هي بعين من كان بين بين؟ او فوق فوق ؟ او تحت تحت؟
أهي هي بعين من كان بظلاله مختالا فخورا؟
أهي هي بعين من كان بحروره يدعو ثبورا؟
أهي هي بعين من كان للعدل نورا ؟
أهي هي بعين من كان للظلم فجورا؟
أهي هي للاعمى والبصير ، للصغير والكبير ، للغني والفقير ، للوزير والغفير؟
أهي هي للعاشق حين يُقاد في مداه ؟ أهي هي للتائه حين يجود في خُطاه؟ أهي هي للمغامر حين يقتله مناه؟
أهي هي حينما نفرح او نحزن؟
أهي هي حين اللهو او الجد،
حين الجزر أو المد،
حين الوصل أو الصد،
حين الكسب أو الفقد،
أهي هي حينما كنا صغارا ؟ أهي هي حينما اصبحنا كبارا؟
أهي هي بالشرق والغرب والشمال والجنوب ؟ أهي هي حين الشروق والغروب؟ أهي هي حين نغفو ، حين نستيقظ
،حين نرضى، حين نغضب؟
أتذكرُ كل هذه الاجابات
بكل مافيها من اتفاق واختلاف وشك ويقين وكفر وايمان و جحود ووفاء و خيانة وامانة وعقل وهذيان؟
أتذكر كل الاجابات الشجاعة والجبانة ،الصادقة والكاذبة ، الجادة والساخرة ، الواثقة والمهزوزة؟ أتذكر كيف كانت تلك الفصول وكنت قبل عشرين عاماً ؟
أتذكر كيف كان نهارك وليلك وصيفك وشتائك وربيعك وخريفك؟ أتذكر كيف كان قلبك وعواطفك و مشاعرك وكيف كان عقلك وادراكك وفهمك ووعيك ؟
أتذكر كيف كانت و كنتَ قبل عشرة أعوام؟
أتذكر كيف كانت و كنتَ قبل خمسة اعوام؟ أتذكر كيف كانت و كنت خلال عام مضى و بكل التفاصيل ؟ بكل كل التفاصيل؟
إنك بأصدق مافيك واكذب مافيك وأفضل مافيك وأسوأ مافيك إذا لم تقل لست أدري فإنك لن تصل نهايةً إلا الى:
أنها بالفعل لا بطعمنا وطعمها لا بألواننا وألوانها ، لا بفصولنا وفصولها ، لا بادراكنا وادراكها ، لا بشعورنا وشعورها ، لا بصدقنا وصدقها ، لا بكذبنا وكذبها ، لا بايماننا وايمانها ، لا بكفرنا وكفرها ، لا بوفائنا ووفائها ، لا بجحودنا وجحودها ، لا بحقيقتنا وحقيقتها ، لا بزورنا وزورها ، لا بطبيعتنا وطبيعتها ، لا بوجودنا ووجودها ، لا باختلافنا واختلافها ،
لا بتنوعنا وبتنوعها واحدة لا بالامس ولا باليوم ولا بالمستقبل لا بعينكَ ولا بعيني ولا بعينها
بقلم: عصام مطير البلوي
ارجو من ينقلها ان ينشرها باسم مؤلفها حفاظا للحقوق مع خالص تقديري ومودتي