الإيمان والطفولة ، ...
 
الإشعارات
مسح الكل

شرح الإيمان والطفولة ، قراءة أولية

User Avatar
التعبير
المقام السادس
Points: 515166
المشاركات: 62
Admin
بداية الموضوع
(@essammutair)
Estimable Member
انضم: منذ 12 سنة

 

 

نميل لفهمنا ببعض الظواهر لردها لعالم الطفولة لكن ليس من باب تحميل المسؤولية هذه المرة بل من باب فهم الجذور وما هو طبيعي مقارنة بما هو سلطوي وثقافي ، فالمسألة التي كانت بطفولتنا لابد أن تكون جزءًا من تكويننا الخلقي واستعدادنا الفطري ، وبالتالي فإن وجودها بعالم الكبار هو طبيعي للحد الذي نميز فيه أثر الثقافة والفكر والبيئة على النزعة الطبيعية الأساس .

الإيمان أيضًا مرتبط بالطفولة ، فالغايات والبحث عن إجابات لـ "لماذا" هي نزعة عقلية قادمة من الطفولة عبر الإدراك الطبيعي للأطفال المتعلق في فهم أسباب الأشياء في الطبيعة ، رغبتهم بمعرفة الأسباب الغائية.

اقترحت عالمة النفس التنموي "ديبورا كليمن" أن الأطفال "مؤمنون بالفطرة" فتشير الأبحاث إلى أن الأطفال يمتلكون ما أطلقت عليه "كليمن" : "الغائية غير الانتقائية"
‏Promiscuous teleology
وهي تفضيل الأطفال للتفسيرات التي تُظهر تصميما وغرضا في الظواهر. الطبيعية وإن تجاوزت هذه التفسيرات ما قد تعلموه ،
ويضيف "كيلي جيمي كلارك" صاحب كتاب : الله والدماغ ، ص 91 :

 

وبالتالي فإن الأطفال في الرابعة من العمر سيكونون سعداء بالتفسيرات الوظيفية الغائية عن سبب كون الصخور مدببة (على سبيل المثال ، حتى لا تجلس الحيوانات عليها) أكثر من سعادتهم بالتفسيرات الميكانيكية (على سبيل المثال : بسبب تراكم أجزاء من المادة مع مرور الوقت والرياح والأمطار عليها) ،

 

ويكمل فقرته :

 

"إن الميل إلى رؤية العالم الطبيعي على أنه مصمم إلى جانب الحدي بأن التصميم يستلزم أو يفترض وجود فاعلية مريدة (التصميم يدل على المصمم) = يؤدي بالأطفال إلى اعتناق عقيدة الخلق بسهولة وأنواع أخرى من خوارق الطبيعة التي تتعلق بفهم العالم الطبيعي (ورفض التطور /يقصد نظرية داروين/ والمادية)"

في الإسلام ، ورد حديث "كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" ، بصحيح البخاري ومسلم رضي الله عنهما
والفطرة هنا وهي قابلية المولود للاعتقاد بالله الواحد القهار (الاعتقاد الذي جاء به الإسلام الذي هو دين كل الأنبياء ) لكن ما يحدث من تصورات مشوهة تدخل في طور تربية موجهة لأفكار منحرفة ،

والفطرة هي الاستعداد وآلية الوعي بالدين ، كما أن اللغة هي استعداد بالأساس ولها آلية بالوعي ومنه نفهم قول الله :
"وعلّم آدم الأسماء كلها" أي منحه قدرة اللغة : التسمية والوعي بالرمز والمعنى"
ومنه
فإن الدين لا يقل عن اللغة في تكويننا النفسي ، وأما إهمال دراسة الوعي بالدين نفسيا فإن ذلك قد انتبه له Paul Bloom
الذي كتب في مجلة علم التطور رأيه عن هذا التجاهل مبررا ذلك ابتعادا لمؤلفين عن المواضيع التي تسبب جدلا وخلافًا ،
لكن هذا بالطبع ليس السبب الرئيسي بل غالبا هو النزعة نحو المادية والخوف من وضع أسس للاتجاه الروحاني يدعم خصوم ومنافسي علماء النفس .

ويكمل بلوم مقاله بنقاط متعددة أهمها :
إن ثنائية العقل والجسد المعروفة بالفلسفة هي بالأساس قادمة عن وعينا بالطفوله للفصل بين ما هو جسدي وما هو اجتماعي وهذه الثنائية هي طبيعية عند الأطفال فقد سُئل أطفال بسن الرابعة عن "فأر قد مات" ماذا سيحدث لدماغه ويده مثلا فذكروا أنهما لن يعملا لكنهم حين سُئلوا عن جوعه ومشاعره فقالوا أنه سيجوع ويفكر ، مما يُعتبر أن هذا التفكير الطفولي هو بالأساس مهد التفكير بالثنائية :العقل(الروح)/الجسد (المادة) ، بالفلسفة والدين

للمزيد الاطلاع جامعة yale هذه هي المقالة :‏الدين طبيعي و كتاب الله والدماغ عقلانية الاعتقاد .

 

 

للحديث بقية ومن لديه إضافة فليتفضل …

شارك:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض