الحب لا يحتاج إلى كلمات لأنه مَسِير

أنت جواري ..وأتحاشاك وتتحاشاني والمضي بعيداً أمرٌ محال أو هكذا يهيءُ لنا ..
لايمكن لغيمةٍ واحدةٍ أن تمطر أبداً حتى لو زعم غير ذلك شيخنا المبجل ومفكرنا المعظم وقبطان السفينة الذي سلمناه كل مفاتيحنا وحقائبنا ولم نره بعدها..
كلانا ينظر للآخر بعد آخر محاولة هروب وتزفه قدماه بطريق يقول له :القصة لم تنتهِ بعد ..

لم تصافح يمينك يميني .. ولم تخن شمالك شمالي وهنّ كذلك..
إنّ أجمل ما بنا :

أنّنا رغم كل حماقاتنا نعرف أنّ الطريق الذي نسير فيه لا يقبل أن نؤذي بعضنا بعضاً فأقصى مانفعله عادةً أن نصمت ..
صمتنا
ليس شيطنة خرساء إنما تمردٌ أخرس.. أي أنه حبٌ يجعل الصمتَ تعبيراً له ..
صمتنا
رغم كل الكفر الذي تبديه أعين الكون كان رسالةَ حبٍ مقدسة ..كان مداد حروفٍ خالدةٍ لا يمكن تفسيرها بعد ..
صمتنا
لا يشوبه الشكُ والظنُ ولا نعدّه من حسن الفطن أو من قبيحها ..إنما صمتٌ كصمت اولئك الذين حينما يكتشفون معجزةً يخرون صامتين ..
هاهو الطريق أمامنا وخلفنا وعن يميننا وعن شمالنا وليس من حولنا عزين ..

الحب لا يحتاج برهانا ولا خطابا تقدميا ولا خطبة جمعة ..الحب لا يحتاج إلى كلمات لأنه مَسِير ،
أولئك الذين يجعلون الحب كلمة صوتية لم يعرفوه بعد..
أولئك الذين حينما يسقط شريكٌ لهم لا ينتفضون من أجله ولا يثورون لم يعرفوا الحب يوماً ولن يعرفوه أبدا
لم يكن للحب بذرة في قلبِ نذلٍ ولا ينبغي له ذلك..
كاستحالة النصر أن يأتي ناصراً للخذلان..
وأنا وأنت بجواري لسنا مثلهم إلى الان وبعد الان كذلك
قدرنا أن نجد أنفسنا دائماً على الطريق الذي مهما تمردنا وانفعلنا وانزعجنا وانفجرنا يشدنا لنكون سوياً ،

حاولنا الهروب مراراً وتكراراً
فما أن تولي وجهك شطرك وجدتني.. وما أن أولي وجهي شطري وجدتك..
فأنت قبلتي وأنا قبلتك أينما وجهنا وجوهنا

لاتُشرق الشمس اعتباطاً ولم تكن الطرق مولودةً كيتيمة لا تعرف مصيرها..
فماذا يحدث ويمينك لم تصافح يميني ..وشمالك لم تخن شمالي ..وهن كذلك؟
طريقنا قصة لم تنته بعد ،
نحن
على الأقل لم نقبل أن نرى بعضنا تفترسه الذئاب ونصمت أو نبرر فعلهم الغادر المشين
نحن
لم نخن بعضنا بعضاً ولم يبتسم أحدٌ منا لمأساة أصابت الاخر ،
نحن
كالجسد إذا ماشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بكل الثورات..

مايدفعني يدفعك وجنوننا يكمن بأننا نعتقد يقينا أن كل هذا العالم ضدنا ويتآمرعلينا ورغم كل محاولاتهم الامبريالية والسلطوية والارهابية والاجرامية
فإن وحدة الوجود بيننا مازالت متماسكة حتى الان وبعد الان كذلك ..