السياق ومعجزاته
قدرة الانتظار على البقاء ، بالردهات والممرات والأرصفة ، جديرةٌ بالاحترام وربما أيضًا بالغضب والكراهية والتوعد.
إنني أمتد في لحظةٍ مكتظةٍ بالرماد والحيرة، أقلّبُ مخيلتي ، تهاجمني ، تكثف نفسها يدًا وتنزل على كتفي ، ثم تعلن عن قدراتها السحرية في رسم الأحداث المروعة جدًا ، والضد وما بين بين.
لقد كنا صغارًا ، نعبث غير آبهين بما تتلوه الأماكن من عذاب ، فمن طبعها الوجودي إبداء الرضا والبداية ، وأن الشمس ليست في صراع معها ، وأن الظلال لا تتعذب من كونها بلا هوية ، وأن الغروب لا يكترث ، ثم كبرنا فأدركنا المعاني المختبئة ، والخيال الجريح،
وإنني لتائه أيضًا في كل هذا الشتات لكني مستمتع بشعور الضياع وخوفي على نفسي ،ثم بدا لي أن شخصًا انسل من ذاتي وتناول ورقةً ملطخة بتعليمات الدائرة الحكومية فقلَبها على بطنها ثم جاء بكل قهره حبرًا سائلًا يقتل فيها ما تبقى من بياض .
▪️كم الساعة الآن ؟
⁃جمرتان قبل الرماد الكلي.
كم تضحكني وتبكيني ، هذه التقلبات التي تعبث بثقتي في العالم ،
▪️أهذا هو الضياع الذي تقصده؟
( تحدثني دقات قلبي وهي متفاجئة من مصطلحاتي).
⁃نعم ، ولكن
( أخذت نفسًا عميقًا وامتنعت عن الإجابة)
إن الصمت ، يحمل نياشين وجوائز كثيرة في مختلف السياقات والثقافات البشرية ،
لكني لم أمتنع عن الحديث بل عن الإجابة فقط ، وأطلقت كلماتي في مضمار الذكريات تارةً والخيالات تارةً أخرى ، فمن الصعب على امرئ وجد نفسه في خواء كبير أن يساعد هذا الخوف العملاق بصمته .. هل رأيت يومًا من يدافع عن الغرق ؟
من المؤكد لي أن سؤالي مدهشٌ ، ليس لندرته أو فرادته بل لكونه مثالًا رائعًا لمفهوم حسن التخلص عند البلاغيين ،أو على الأقل يحمل شاعرية الانعطاف لوجهة أخرى إذ يظن الراكب بجواري أن المسار الجديد هو طريق مختصر لوجهتنا السابقة ، لكنها وجهةٌ جديدةٌ.
⁃أحاول الوصول
(لأني بالنهاية محاولات متراكمة ، كانت جملتي لأشعر بنفسي ).
▪️لكنك لم تخبرنا لأين؟
( هكذا تؤخذ الكلمات في سياق الآخر ).
من بين كل الغرابات بالعالم تأتي غرابة السياق في كونه تعبيرًا عن صراع بين الإنسان والطبيعة الإنسان ونفسه ، الإنسان والآخرين ، جميعًا في آن واحد وهو أيضا تعبير عن تناسق فريد وانسجام في تشكيل الحياة وهويتها ، والسياق ذاته ذو هوية متغيرة وغريبة فكأنه كرة قدم بين جمهور يتنازع في ركلها بلا هدف ولا مرمى ، إلا أنه يشارك بإرادته في صناعة الأثر والمشهد فهو كرة تلعب باللاعبين حين التأمل .
إن السياق ، هو ارتكاب وتشكيل الهوية ، نحن نعرف أننا في عالم السياقات ، التسلسل والتشعب والتعالق والتقاطع ، وتصنيع الممكن والاحتمالات ، وما من هوية ، ذات ، شكل ، إلا وهو جزء من سياق ، من تكوين لابد أن يكون موجودًا ليعبّر عنه وينجم منه ويشكل فيه ذاته أو يساعد في ظهور/غياب غيره وإن إبصار السياق متفاوت بين العقول والاهتمام بهذا السياق أو ذاك ليس مهمًا في عمل الذات لأنها ستعمل دون الحاجة لتعرف سياقها لكن متى ما أدركت فعل السياق في تشكيل هويتها استطاعت بقدر من الحرية أن تعدل قليلا منها لكن الوصول لهذا المستوى من الإدراك يكون تقريبا بعد فوات الأوان في صناعة شخصية مختلفة لأن الزمن قد ثبّت فعل السياق الذي ترعرع به الشخص قبل أن يفكر في ذاته ويكشف عما يؤسس فيه .
إننا إذا عزلنا أي مفهوم أو ظاهرة عن بيئتها أي سياقها ، فهي تفقد بقدر اعتمادها على السياق السابق وتكويناته وتكتسب من الجديد أيضا قدر اعتمادها لكنه قد يسلبها هويتها التي كانت وربما يقضي عليها ، فاللون يفقد معناه في الظلام ، وعند العُمي ، وفي ظروف لا تتيح له أدنى أهمية ، كالجوع مثلًا وكل ذلك سياق لكنه بمستوى الهوية ( تكوينية/سببية ونفسية/مادية ).
أُعيد النظر …
( الحقيقة أنه لا يمكن للزمن أن يعود أو أن يذهب )
▪️نحو ماذا؟
لا يوجد غيرنا
( ينبغي للكلمات الآن أن تكشف عن وجودها أي عن سياقها)
للكون جمالياته وتكويناته التي مُنحت معنى من خلالنا ، ومنحتنا نحن أيضًا المعنى من خلالها ، فـ “أنا بالتزامن مع” و “تلك بالتزامن معي” وهكذا لا يوجد بالكون ما له هوية خارج سياق “التزامنية” وبعد ذلك تأتي المعاني الجزئية .
إن العالم ليس سوى سياق ضخم كبير بوجودي/بوعيي وليس وجودي/وعيي سوى سياق مانح للمعنى بالنسبة للعالم أي أن العالم داخلي كما أنني داخل العالم ، إنه المبدأ الذي عليه أن نبدأ بتشكيل المعاني وفهمها فالعقول التي اكتسبناها ليست سوى ظاهرة كبرى للسياق لكنها بسياق مزدوج متزامن متحاذي ويصعب فصل العالم عن الوعي به.
إن ما يمكننا قوله بالكون ، نستطيع استنباطه من اللغة وما أولته من أهمية ، لسياقها اللغوي وتأثير الزمان والدلالات على تكوين معنى من المعاني ، ها هو الشعر ميدان اللغة الأهم ، يحمل الكثير مما يكتنفه الكون من غموض واحتمالات ، وما به من سياقات وتباعد وتقارب بينها والشاعر إن لم يتقن صناعة المعنى وفق قدرة السياقات بالنص فإنه يسقط من الرف .
لقد حددت الموسيقى المتمثلة بالوزن هويةً للشعر تُعتبر من ضمن انزياحين رئيسين بالشعر ، الانزياح الإيقاعي الصوتي ، والإنزياح بالألفاظ والمعاني كما قال كوهين بكتابه “الشعرية “، وبهذا فالموسيقى لها أهميتها لكونها سياقا صارمًا في حين يأتي سياق المعاني بناءً على التواصل والفهم والأساليب المسبقة منح سياق المعاني مكانته وجعله مضمارًا للتمايز والجمال وبالنسبة للمتلقي فإنه لاستنباط المعنى الصحيح أو الاحتمال الأقرب للصحة أو المثير للدهشة والانفعال ، إذ يأتي فهم السياق أساسًا مهمًّا لذلك وللوصول إلى المعاني والمقاصد ومن ثم تمحيصها وفحصها ، وما بين النص والمتلقي يكون تقارب وابتعاد السياقات ، فالنص بسياقات متعددة حصل على هويته ، والمتلقي بسياقات تخصه وأخرى عامة حصل على وجوده ، وبالتالي فإن التفاعل الذي سيحدث هو نتاج تلاقي وتنافر كل تلك السياقات ، ولكنه سطحيًا هو لحظة القارئ وما يعيه ، بيد أن غياب انتباهنا للكثير من السياقات جعلنا نهتم فقط بالمتاح والمفهوم والبارز .
إن السياق من الممكن القول عنه روح بعد تجريده من جسده اللغوي وحراكه الإيقاعي فالمعاني بالنهاية هي هويات منحها الوعي (العقل/الحس/الذات) وجودًا وقد شاركت هي أيضًا في تأسيسه وبالتالي فإن أعمق ما نصل إليه في تعريفنا للسياق هو ما يمكننا استخدامه في وصف الروح وتجلياتها وأما ما قبل ذلك فالحديث يسهل بقدر ما تتجلى المادة ويبرز الإدراك الحسي.
لنعود الآن لفهم آلية تحقيق السياق للمعاني عبر أمثلة الشعر التي ستسهل لنا فهمنا للتزامنية بالسياق وعملها في تحديد الهوية والمعنى ، وإنه ما من منزوع من سياقه ، إذا لم نمنح السياق أولوية في فهمه ، إلا تحول لدلالة وهمية ، وقراءة تضليلية ، وانسياق نحو ذواتنا نحن وما نريده منه
وبالتالي فإن العالم الذي يأخذ معناه من وعينا لن يكون عالما صحيحا فلقد قام الوعي بتجاوز مهمته حين صنع سياقات ليس لها محفزات أو مؤشرات ، ومع ذلك فالكشف عن خطأ السياق من الأمور المتعبة أحيانا وليس دائما ، لاعتبارات تخص الرمزية وما هو متفق عليه بلغة الناس المتداولة ولعل المثال الذي يساعدنا في ذلك هو مثال الفيلسوف والناقد الفرنسي تودوروف بكتابه الرمزية :
“جان سيكون هنا بعد ساعتين “
بهذا المثال ضرب تودوروف شرحه حول الرمزية والتأويل وهنا ملخص لأهم ما ذكره في فهم العملية اللغوية/الخطابية والفرق بين الدلالة والمعنى ، وبعد الشرح سيكون من السهل إدراك احتمالات النصوص .
- يرى تودورف أن جملة “جان سيكون هنا بعد ساعتين “
لها دلالة باللغة ، فكل كلمة منها تعني شيئًا محددا بالقاموس وهي بصفتها جملة ممكن ترجمتها إلى لغات مختلفة لكن الجملة حين تُلفظ بالواقع فهي تحمل معنى خاصًا بسبب المكان والزمان والظرف والناس إلخ - جان سيكون هنا بعد ساعتين،
جان المقصود مختلف عليه فهو جان ابن جارنا عندنا ، وعند غيرنا جان الفلاني ، وهكذا فالجملة ذاتها حين التلفظ بها (الخطاب) تحمل معنى خاصًا بالنسبة للمتحاورين - “جان سيكون هنا بعد ساعتين”
إذا قاله شخص لآخر ، أصبح المعنى لذلك المستمع “علينا ترك هذا المكان قبل ذلك الوقت”
وهذا يعني أن هناك للجملة “معنى مباشر” “وآخر غير مباشر”
وقوله غير مباشر لا يعني أنه غير مهم بل يعني أنه معنى لا يكون إلا من خلال “التأويل” التلقائي الذي فهمه المتلقي ، وبهذا فالجملة ليست الإخبار عن مجيء جان بل طلب الذهاب . - من الممكن تطبيق هذه الرمزية البسيطة على مشهد كهذا :
يقف أحدهم أمام نافذه مفتوحة بفصل الشتاء ، فيقول له الآخر “الدنيا برد يارجل” فيفهم ذلك تلقائيا أن الجملة تعني “أغلق النافذة” فيغلقها .
هذا مختصر ما بدأ به تودوروف بالنسبة لحديث يومي ، وقد عرف الشعراء هذه الرمزيات فطريًا واستوعبوا انزياحات الجمل شعريا ، فالنص الشعري هو نسج المعاني في ذهن المتلقي من خلال الجمل التي تصنع تأويلها تلقائيا عند أهل الذوق والدراية .
بالشعر هناك شاعرية الاحتمالات وبناء المعاني إذًا من خلال السياق الذي امتد على “غير المباشر” إما بالتخييل وإما بمباشرة لكن السياق تسبب بالإزاحة ، وكما أن الشعر موهبة فتلقّي الشعر وفهمه موهبة أيضًا، وإذا كان تودوروف أشار بكون الكلمات خارج القاموس أي بالخطاب لها ما يمنحها معنى آخر عبر السياق وما هو دافع لتأويلها ، فإن الكلمة ذاتها قبل أن تقال ليست سوى سياق مزدوج التكوين أو متعدد يشمل العالم الذي منحته معنى والوعي الذي تعرض للعالم ، إن الكلمة سياق لخبرة واعية (تتحول بفعل اللغة إلى لفظ) ومن خلال الألفاظ نحن نختزل وعينا ونجعله بهويات يحددها السياق أي اللفظ الذي هو أيضًا يمر بمرحلة سياقات خارجية ليكون مفهوما لدى الآخر ويشكل عالمه ووجوده الخاص.
بعيدًا عن إشكاليات السياق بوعيي وخارجه وبعيدًا عما علينا الاعتراف بصحته في كون الوعي سياقات متراكمة ، دعنا ننظر إلى أن البيت الشعري الذي نخرجه من قصيدته قد يمنحنا معنى وتوظيفا مختلفا عما كان يخصه بالقصيدة ، حتى يتضح لنا كيف أن السياق هو العازف الذي ينوع نغماته ويمنح الحياة طاقات هائلة .
نجد مثالًا بسيطًا على ذلك ، بيت عنترة بن شداد ، :
إن الأفاعي وإن لانت ملامسها
حين التقلب في أنيابها العطبُ
والبيت هكذا بمعزل عن القصيدة يشير إلى عدم الانخداع برقة ولين شخص ما فهو حين التقلب يغدو قاتلا كما تفعل الأفعى وجرى توظيف البيت بمن هم أخباث في سريرتهم ويدعون غير ذلك بعلانيتهم والأفاعي هنا بهذا المجرى مخادعة وخبيثة وهذا المعنى لا يقصده عنتره بسياق قصيدته فقد قصد بالأفاعي شجاعتها وأن لا تحتقر قوتها بكونها ناعمة الملمس وهذا يناسب تحذيره خصومه عما لديه من قوة وشجاعة :
إِن كُنتَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَنَّ يَدي * قَصيرَةٌ عَنكَ فَالأَيّامُ تَنقَلِبُ
إِنَّ الأَفاعي وَإِن لانَت مَلامِسُها * عِندَ التَقَلُّبِ في أَنيابِها العَطَبُ
اليَومَ تَعلَمُ يا نُعمانُ أَيَّ فَتىً * يَلقى أَخاكَ الَّذي قَد غَرَّهُ العُصَبُ
،
عنترة
وثمة مثال آخر إذ يكرر اللبراليون العرب بيت المتنبي الشهير ، بعد أن تداوله الناس بعيدًا عن سياقه ، ليوظفوه باتجاههم الفكري
أَغايَةُ الدينِ أَن تُحفوا شَوارِبَكُم
يا أُمَّةً ضَحِكَت مِن جَهلِها الأُمَمُ
،
المتنبي
وهذا البيت وأي بيت بالشعر قد يوجّه لغير مقاصد شاعره ، كتعميم أو معنى أعم،
لكن هناك اشتراطات لصحة ذلك ، وبالسياق الإعلامي الدعائي اللبرالي والفكري لهم أيضًا، فإن البيت هذا بالذات ضدهم لأن سياق النص من الناحية اللغوية والبناء الفكري ، بالإضافة للسياق الثقافي المعاصر بذلك الزمان يصب بجهة التطرف الديني بالاستعمال ، أي أنه ضد ما يعتقده اللبراليون ، فالمتنبي كان يطالب بنصه الهجائي أن يقتل المصريون كافور لأنه زنديق دهري ضد عقيدة الإسلام
أَلا فَتىً يورِدُ الهِندِيَّ هامَتَهُ
كَيما تَزولُ شُكوكُ الناسِ وَالتُهَمُ،
،
فَإِنَّهُ حُجَّةٌ يُؤذي القُلوبَ بِها
مِن دينُهُ الدَهرُ وَالتَعطيلُ وَالقِدَمُ
،
وقصيدته واضحة جدًا بتحكيم الشريعة وهو المقصد الذي استغله لهجاء كافور والطعن به وتهييج الناس عليه والمتنبي لم يكن ذا اهتمام ديني ، والغالب فيه أنه كان من فسّاق العرب ، وكان يستغل الأفكار والمذاهب بالمديح أو الهجاء ، واختياره لهذه المعاني بالثورة الدينية يشير لمعاني عميقة في تركيبة العرب حينها ومحاربة الباطنية الزنادقة الذين عاش بينهم ولكن خطابه كان للشعب المنتقد لهم
فهو يخاطب العرب بمصر وغيرها ، متخذًا أفكارهم وسيلة لهجاء كافور ، ولو لم تكن هذه الأفكار سائدة لما استخدمها فيما يظهر ، وبيت المتنبي السابق لم يكن استخدامه لتوجيه الناس نحو الدنيا والتعمق بها ، ولا منح الدين اتجاهًا علميًا ، بل لتوجيهه نحو السائد الشعبي بالسياسة آنذاك ، الحكم والانقلاب ويتضح مما مضى ، كيف أن السياق بالنص الشعري حدد لنا اتجاه البيت الشهير، وبمراعاة السياق الثقافي والفكري فنحن متأكدون جدًا من مقصد المتنبي
وإذا أخرجنا البيت من سياقه السابق فقد يصح به الحكم الأعم إذ أن الدين ليس غايته حف الشوارب ولا صغائر الأمور ، لكنه لن يصب أبدًا بمقصد اللبراليين أي اتخاذه حجةً أو حكمة لمهاجمة التيارات الدينية السياسية ، لأن البيت يصب بمصلحة ونطاق المتشددين دينيا أي أن البيت من المفترض أن يستخدمه هم ضد أي تمييع يرونه وليس العكس ، ومع ذلك فإنه أُخِذ من سياقه، وعُمّم حكمه ، ثم أزيح من اتجاهه ليكون على ألسنة اللبراليين والزنادقة ، وهذا ما نعنيه بأن أي خروج من السياق هو استدعاء للضلالات ، وأن ما يُنقل خارج سياقه يفقد ويكتسب ، وفي نطاق الفقه واستنباط الأحكام ، نشأت المذاهب اعتمادا أيضًا على مدى النظر للسياق أو التعامي عنه ، وظهرت مفارقات عجيبة للسياق ، عند الصوفية بإخراج آيات القرآن من نسقها اللغوي/الفكري ودلالات ألفاظها المثبتة ، إلى نسق الأرقام والقراءات السحرية ،
ونجد مثل ذلك عند الشيعة وغيرهم وبالروايات أُهمل جانب السياق لأحاديث شريفة فاتجه الفقهاء لأحكام غير معقولة وهذا الجانب يحتاج مراجعة وتطويرا لتصحيح بعضها بناءً على إمكانيات السياق وفهمنا لنطاق الحياة “الطبيعية” – لا أقصد أبدًا “الصناعية” – وتطبيقا لحدود القالب القرآني أيضا وليس الخروج عليهم وهذا الجانب بالذات يحتاج لقراءات عميقة لحماية الإلهي التوحيدي من الحزبي الوثني وهي مسألة يطول شرحها
،
وبعد هذا كله ألا ترى كيف فعل السياق بالنصوص؟ وكيف هي صراعات السياقات باختطافها وتأويلها ، فإن كان هذا بميدان اللغة فما بالك بميادين الهويات التي ليست سوى سياقات في بطن سياقات ومن هذا فإن الإنسان نَص ، وشعوره الذاتي هو المعنى المتأثر جدًا بالسياقات المتحاربة.
▪️هل انتهيت؟
- لم أفكر بعد بالنهايات
الرسمة الملحقة للفنان البريطاني Dermot Brennan