التفكير بأصل اللغة ، وكيفية ظهورها ، وعلاقاتها مع العقل / الأفكار ، وشكلها ، يُعتبر من عداد فلسفة اللغة .
وقد أخذت اللغة في القدم عند العرب موضع العلمية ، دراسات وتدوينات بالنحو والبلاغة وهذه تعتبر تطبيقات وآليات العمل اللغوي ، وهي بعيدة غالبًا عما يقال عنه فلسفة فالفلسفة هو تفكير بالهوية وتفسير للظاهرة ومحاولة فهم العلاقة بين اللغة والعقل أو النفس عمومًا ، بل حتى وصل الأمر لمرحلة ما قاله فيتشجنشتاين :
"إن الفلسفة كلها عبارة عن نقد للغة"
حيث أن عالم المعنى لا يمكن أن يكون خارج اللغة .
تختلف فلسفة اللغة مع اللسانيات التي أخذت المنحى العلمي في كون الأخيرة تجاوزت مرحلة البحث عن أصل اللغات ، لاستحالة ذلك علميًا فلم يعد تحليل اللغات قادرا على منحنا منطقا علميا ودليلا على أصل اللغات ونشأتها.
فلسفة اللغة أيضًا دخلت في جدال اللغة بين الإنسان والحيوان ، وقد نالت مكانة في فهم الوعي أو محاولة فهمه ، فالعلم لا يستطيع منحنا تفسيرا عن ظاهرة اللغة إلا من خلال دراسات صوتية لكن اللغة معاني متعلقة بالوعي الذي هو معضلة المعضلات بالنسبة للفلسفة اليوم .
عبر هذا المنتدى سنتناول قضايا اللغة بالفلسفة ، وأدعو المهتمين لتقديم ما لديهم من كتابات وتلخيصات وشروحات لها وكذلك ذكر الكتب المناسبة لفهمها ، من باب المراجعة والنقاش ومن باب التطور المعرفي أيضًا .