اطلعت على مقالة بحثية طويلة لنيد بلوك :
On a confusion about a function
of consciousness
خلاصتها :
▪️الوعي بصفته مفهومًا مختلطًا
يشير بلوك إلى أن كلمة "وعي" تُستخدم للدلالة على ظواهر وتجارب متعددة
مثلما استخدم أرسطو مصطلح "السرعة" للدلالة على مفهومين مختلفين (المتوسط واللحظي)، فإننا غالباً ما نخلط بين أنواع الوعي المختلفة دون تمييز واضح
هذا الخلط يؤدي إلى استنتاجات مغلوطة حول وظيفة الوعي، حيث يُفترض أن الوعي يجب أن يؤدي وظيفة واحدة محددة بينما في الواقع كل نوع من الوعي يخدم غرضاً مختلفاً.
▪️الوعي الظاهري (Phenomenal Consciousness)
يُعرّف بلوك الوعي الظاهري بأنه التجربة الذاتية؛ فهو كل ما يختبره الفرد من أحاسيس ومشاعر وتجارب داخلية
يُعبر هذا النوع عن "ما يشبه أن تكون"/"كيف يبدو الأمر" في حالة معينة، سواءً كان ذلك عند رؤية لون أحمر أو عند الشعور بالألم
يُركز هذا المفهوم على الجانب التجريبي للوعي، وهو الجانب الذي يجعل كل تجربة شخصية وفريدة
من خلال هذا التعريف، يتضح أن الوعي الظاهري يتميز بخصائصه التجريبية التي لا يمكن تلخيصها ببساطة في وظائف معرفية أو موجهة نحو الفعل.
كما يشير بلوك إلى أن التعريف الدائري الذي قدمه بعض المفكرين، مثل سيرل Searle، لا يُميز بدقة بين التجربة الذاتية وبين الجوانب الأخرى للوعي
▪️الوعي النفاذي (Access Consciousness) (وعي الوصول/وعي النفاذ)
على النقيض من الوعي الظاهري، يُركز مفهوم الوعي من حيث الوصول على الجانب الوظيفي للوعي؛ أي القدرة على استخدام المعلومات المخزنة في الدماغ في عمليات الاستدلال والتفكير وتوجيه الفعل والكلام
وفقاً لهذا المفهوم، تصبح المعلومات "متاحة" للاستخدام عندما تصل إلى النظام التنفيذي المسؤول عن التحكم في التصرفات العقلانية
يُبرز بلوك أن الوعي من حيث الوصول هو مفهوم وظيفي؛ فهو يرتبط بكيفية استخدام المعلومات وليس بتجربتها الذاتية
وبهذا يُمكن أن تكون بعض المعلومات المتاحة في الدماغ غير مصحوبة بتجربة حسية مباشرة، كما يتضح في حالات مثل فقدان الرؤية (blindsight) أو العمى الوجهي (prosopagnosia)/ عمى التعرف على الوجوه ، حيث يستطيع المرضى التخمين بشكل صحيح دون أن يكون لديهم تجربة حسية كاملة.
▪️الأمثلة التجريبية: فقدان الرؤية وعمى التعرف على الوجوه (العمى الوجهي)
يستشهد بلوك بحالات مرضى فقدان الرؤية الذين يعانون من تلف في القشرة البصرية، حيث تظهر لديهم ظاهرة "التخمين"
إذ يجيب بعض المرضى على أسئلة حول خصائص المنبهات في مناطق عمياء من مجال رؤيتهم بشكل صحيح، رغم أنهم لا يمتلكون تجربة حسية واعية لتلك المنبهات. يُستخدم هذا المثال للدلالة على أن المعلومات قد تُعالج ضمن النظام الإدراكي دون أن تكون مصحوبة بتجربة حسية، مما يُظهر الفرق بين وظيفتي الوعي،
كما يتم التطرق إلى متلازمة العمى الوجهي، حيث يُظهر المرضى قدرة على التعرف بشكل ضمني على تعابير الوجوه دون القدرة على التعرف الصريح على الهوية، مما يبرز أن عمليات معينة قد تتم دون وصول المعلومات إلى الجانب الواعي الظاهري"
المقالة طويلة لكن هذا أهم فوائدها ، وهي مقالة شهيرة في البحوث الفلسفية في ظاهرة الوعي/العقل