اِقْبِلْ إِلَيَّ لِأُحَدِّثَكَ
░░░░░░░░░░░░
عَنْ كَمِّيَّةِ الدَّقَائِقِ الْمُوبُوءَةِ
مِنْ صَوْمِ الْفَرَاغِ،
حِينَ تَغْفُلُ عَنْ نَصِيحَةِ الِاهْتِمَامِ،
وَتُبَدِّدُ مَعَانِيَ الِاجْتِهَادِ فِي سُوقِ الْكَسَلِ،
فَتِلْكَ لَحَظَاتٌ مُنْفَرِطَةٌ مِنْ عِقْدِ الْوَقْتِ،
هَائِمَةٌ فِي بُؤْبُؤِ اللَّاشَيءِ،
تُهْدِرُهَا الثَّوَانِي فِي حَانَةِ الْعَبَثِ،
كَوَتَرٍ يَقْذِفُ سَهْمَهُ دُونَ أَهْدَافٍ،
طَائِشٍ فِي مَسَافَاتِ الزَّمَانِ بِلا دَلِيلٍ.
═════════════════════════
كَتِلكَ السَّمَاءِ الْمُتَعَطِّشَةِ إِلَى الْغُيُومِ،
وَكَأَنَّ صَفَاءَهَا يُقَنِّطُ الْأَرْضَ مِنَ الرَّبِيعِ.
هِيَ زَفَرَاتٌ وَشَهَقَاتُ نَفَسٍ تَلَاشَتْ فَوْقَ الْفَضَاءِ،
وَتَبَخَّرَتْ فِي ذَاتِ الْأَثِيرِ بِلَا جَدْوَى.
═════════════════════════
وَلَكِنْ، مَهْلًا قَد تَكُونُ،
تِلْكَ نَسَمَاتُ الصَّمْتِ حُبْلَى بِالْآمَالِ؟
أَوْ صَبْرٌ يَتَفَتَّقُ مِنْ عُمْقِ الْحَيَاةِ عَلَى الْحَيَاةِ؟
لِتَنْزَلِقُ زَخَارِفُ السُّكُونِ
كَمَنَارَاتٍ لِلْفِكْرِ،
وَتَنْبَثِقُ رُؤًى الْأَحْلَامِ
كَسِرْبَالِ الْهُدُوءِ…
═════════════════════════
فَتَنْصَدَعُ نَوى الْفَرَاغِ،
وَتَبْدَأُ نَشْوَةُ الْجِدِّ،
وَيَتَمَاغَطُ وَتَرُهُ وَيَشْتَدُّ،
حِينَئِذٍ تَقْدَحُ جَذْوَة الْاِنْفِلات،
فَينْزَوِي الأَمَلُ وَيَحْتَد…
──────────────
أحمد
