إلى عالم لا يسمع و لا يتكلم
لقد كثر فيكم الصم و البكم و ما كان أجدادنا صما و لا بكما
الصرخات تعلو و لكن العالم الأصم لا يسمع
والعالم الأبكم الذي لا يجيد التحدث عن رماد على الخريطة
رماد ما كان إلا نتيجة تخاذل و صمت الأشقاء
لقد مضى ذلك الزمن الجميل
زمن لم ينتشر به الصم و لا البكم
زمن تقول فيه أمره و معتصماه فتبارك الجيوش
زمن عرف فيه العرب بالشجاعة و الكرم
زمن لم يعرف التخاذل
زمن كان الجار فيه يحمى جاره
زمن كان فيه للدماء حساب
زمن كان فيه الثأر
زمن قيل فيه
إذا المرء لم يدفع عن العرض نفسه
بسيف ولم يغضب فليس له عرض
ثم زمن كان به نورا
زمن كان فيه الأخلاق والمروءة
زمن كان فيه خير البشر
الذى قال أنصر أخاك ظالما أو مظلوما
فقيل له يا رسول الله ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما
فقال تمنعه عن الظلم فذلك نصره
زمن تحركت الجيوش لكرامة مرأة
زمن كان فيه أبطال لو كانوا هنا لما ظلم مظلوم
أبطال شجعان لا يخافون الموت فى سبيل الله
ليت عندنا كعمر بن الخطاب الذى كان فى الحق شديدا
كان فى الحق قويا مقدما
ليت عندنا كخالد بن الوليد
ليت لنا كأخلاقهم و مروءتهم
فربما نصرنا ضعيف و المظلوم
ديننا دين قوه لكن حينما تركناه استقوت الدنيا علينا
ديننا جعل نصرة المظلوم واجبا
لكن الواجبات صارت تترك
لقد كان العرب مروءة و شجاعة و كرم
فأين ذهبت أخلاق أجدادنا أم أننا عجزنا أن نكون مثلهم
أهان عليكم شرفكم و مروءتكم
أما عاد فيكم ذرة من الأولين تيقظكم
و قد صار الغريب أحن من القريب
العرب الذين عرفوا بمروءتهم سكتوا و رضوا بالخذلان
والغرب الذى عرف بالوحشية تكلم
ما لكم تركتم إخوانكم
ما لكم تركتم مروءتكم و تراثكم
فاعلموا أنه لن تقوم لكم قائمة
ما لم تعودوا لما انتم عنه غفلتم
إن كان هان عليكم كل هذا أهان عليكم إخوانكم
أهان عليكم النساء و الأطفال
ترونهم كل يوم يقتلون
و يجوعون و انتم تنظرون
لا أنتم تكلمتم و لا نصرتم و لا القيام لكم مقاما
لكنهم و إن كانوا نساء و أطفال فهم أرجل منكم
ما رضوا بالهوان و الذل
أنهم من تحت الرماد قاموا
و هل يأتي الأبطال إلا من تحت الرماد
دافعوا عن أنفسهم و نسائهم و أمتهم
فعلوا ما عجزت الأمة أن تفعله
ولدوا ما عجزت النساء أن تلد
رجال يحبون الموت كما يحب غيرهم الحياه
ما عادت المروءة و الرجولة و الشرف إلا فيهم
فاعلموا أنكم بخذلانكم لم تؤذوهم
لكن البكاء يجب أن يكون عليكم لما سيلقونه
البكاء عليكم و على حالكم الذى ما عاد لها بين الكبار مكان
صارت تهمش و يا أسفاه لم تعد لها قيمة بين الشعوب
هكذا صرنا نناقض تماما تاريخنا و تراثنا
ليتنا نعود حقا للعروبة و نستيقظ من الغفلة
يا ليته يحدث