بالبدء من الممكن زيارة هذا الموضوع عن المشاعر/الانفعال/العاطفة من ناحية عصبية/دماغية/فسيولوجية :
https://rkayz.com/forums/topicid/43/#post-78
وأما ما يخص موضوعنا الحالي بمنتدى علم النفس فالحديث عن النظريات النفسية حول الانفعال /المشاعر ،
نظرية جيمس - لانج James–Lange theory :
قدم كل من عالم النفس الأمريكي "ويليام جيمس" وعالم النفس الدنماركي "كارل لانج" في عشرينيات القرن العشرين (كلٌ على حدى حيث لم يلتقيا)
هذه النظرية التي خلاصتها : "إن جميع الانفعالات ماهي إلا نتيجة الاستجابة الفسيولوجية للأحداث " ، بمعنى أن شعورنا وإدراكنا لاستجاباتنا الفسيولوجية هو أساس الانفعال ،
وببساطة ينشأ الشعور بالانفعال (الشعور بالحزن مثلا نابع من استجابتنا الفسيولوجية (البكاء) ، ومثل ذلك حين تشاهد أسدًا فشعورك بالخوف يسبقه خفقان القلب وبعض التغيرات الفسيولوجية الملازمة بالتالي فشعورك بالخوف كان بناء على أن تغيراتك الفسيولوجية منحت وعيك الشعور،
وهذه النظرية تختلف عن نظرية كانون-بارد :
التي ترى أن التغيرات الفسيولوجية والانفعالات تحدث في وقت واحد ، حيث "أن الانفعالات تحدث عندما يرسل المهاد (thalamus ) أحد أجزاء المخ المسؤولة عن التحكم في الحركة واليقظة والنوم والإشارات الحسية ، رسالة إلى المخ في شكل استجابة لمثير معيّن وتنشأ الاستجابة الفسيولوجية عن نقل هذه الرسالة إلى المخ"
خلاصة نظرية كانون-بارد أن الانفعالات والتغيرات الفسيولوجية/النسيجية يحدثان بشكل مستقل عن بعضهما وأن تواجدهما معا هو تزامني ،
والنظريتان السابقتان تختلفان مع
نظرية شاشتر- سينجر :
وضع هذه النظرية كل من ستانلي شاشتر وجيروم إي سينجر عام ١٩٦٢. وتُعرف بنظرية العامليْن وهي نظرية معرفية، ومفادها : إن الاستثارة الفسيولوجية الناشئة عن حدث ما ليست سوى مرحلة أولى ، وبعد ذلك يتحتم على الفرد أن يبحث بسبب حدوثها ، فيصنفها باعتبارها انفعالا ، وهنا مثالان :
الأول : "امرأة تسير في أحد الشوارع الخالية من المارة ، في وقت متأخر من الليل ، وتسمع فجأة وقع خطوات تأتي من خلفها ، فإنها قد تبدأ في الارتعاش ، ويزداد معدل نبضات قلبها ، وعندما تلاحظ المرأة استجابتها الجسدية سوف تدرك أنها تسير بمفردها في الشرع ثم سيراودها اعتقاد أن هناك خطر ما يحيق ومن ثم تشعر بانفعال الخوف ."
الثاني : "لنتخيل أن رجلاً يسير وسط مكان مظلم ثم يظهر له على حين فجأة شخص مجهول يحمل بندقية فإن إدراك أو تبين هذا الموقف من شأنه أن يحدث استثارة جسمية فسيولوجية هذهِ الاستثارة تفسر في ضوء الموقف ( أي الظلام والشخص المجهول والبندقية ) وعلى ذلك فإن الاستثارة تؤدي إلى الخوف."
والنظريات السابقة تختلف عن :
نظرية لازاروس :
هذه النظرية تقول أن التفكير لابد أن يحدث قبل حدوث الانفعال ، أو الإثارة الفسيولوجية ، إذ لابد أن يفكر المرء في الموقف الذي يمر به قبل آن يشعر بالانفعال .
في مثال المرأة التي تسير لوحدها آخر الليل ، وفق هذه النظرية ، لابد أن تكون قد فكرت أن لصًا يمشي وراءها ونتج عن ذلك تزايد ضربات قلبها ، وإرتعاش جسدها فشعرت بعد ذلك بالخوف .
سيكون لدينا تفاصيل أكثر مع آراء سارتر عن الانفعالات ، من كتابه نظرية الانفعال ، دراسة في الانفعال الفينومينولوجي (الانفعال ظاهراتيًا
ومنه أنقل هذا الشرح في ما يخص نظرية ويليام جيمس التي هاجم سارتر نقادها مع انتقاده لها أيضًا لكنه نظر من مسألة الوعي بالتغيرات الفسيولوجية في كونها إسقاطا أو انعكاسا بالوعي :
يميز وليام جيمس في الانفعال بين مجموعتين من الحوادث ، مجموعة من الحوادث الفسيولوجية ، ومجموعة من الحوادث السيكولوجية التي نسميها على أثر مجموعة الحوادث الأولى - حالة وعي .
والأساس في نظريته هو أن حالة الوعي المسماة (سرورًا ، غضبًا إلخ) ليست سوى وعي التحركات الفسيولوجية وإسقاطها بالوعي إذا شئنا، بيد أن جميع نقاد جيمس ممن فحصوا تباعًا ((حالة)) الوعي ((الانفعال)) ثم التحركات الفيزيولوجية اللاحقة بها ، لا يعترفون أن في هذه الحالة إسقاطًا projection لتلك الحركات.
سارتر / نظرية الانفعال ص٢٤ ترجمة هاشم الحسيني
