يُعرف هنري مولاسون بالمريض الذي عاني من اضطرابات بالذاكرة نتيجة العملية الجراحية التي أُجريت له لإنقاذه من مرض الصرع مبكرًا ، فقد أُصيب بالصرع بسن الخامسة عشر ورُبط سبب إصابته به بحادثة بسن السابعة حين سقط من دراجة هوائية على رأسه ، ومع بلوغه الخامسة عشرة تفاقم وضع المرض لديه ومع أنه تعالج بأدوية مضادة للصرع لكنها لم تساعده كثيرا بعد ذلك فبسن ال٢٧ أصبح عاجزًا نتيجة المرض وبعدها بشهور أي بعام ١٩٥٣م بُعث لجراح الأعصاب وويليام سكوفيل الذي ربط صرعه بالفص الصدغي الإنسي من الدماغ بالجهتين ، left and right medial temporal lobes
أزال الجراح الجزء الأوسط من الفص middle part of medial temporal lobe علما بانه كان يعاني من atrophic lesion بالفص الآخر بنصف الدماغ المجاور ، مما يجعله حاملا ل bilateral lesion ، وقد أزال الجراح أيضًا معظم الحصين hipocampi و اللوزة الدماغية Amygdala و القشرة المخية الأنفية enterohinal coretex المسؤولة عن المدخلات الحسية لمنطقة الحصين .
تشافى هنري جزئيا من الصرع ، لكنه أُصيب بفقدان الذاكرة :
فقد الذاكرة التقدمي Antegrade amnesia
عدم القدرة على حيازة ذكريات جديدة بعد الحادث الذي تسبب في فقدان الذاكرة ، ليصبح المريض رهين الحاضر ، وليس لديه ذاكرة طويلة الأمد وأما ما يخص الذكريات القديمة المرتبطة بحياته قبل العملية الجراحية (في حالة هنري مالاسون) فقد كان يتذكرها مع بعض الملاحظات عن كونه لا يتذكر بعضها أو أنه فقدها مع الوقت temporally graded retrograde amnesia
- كان هنري بمستوى ذكاء لم يتأثر ، وقد ذكرت دراسات بأنه كان يستطيع اكتساب مهارات حركية جديدة تشير إلى أن القدرة التعلمية الحركية تعمل ولم تتأثر .
- لا يتذكر هنري من زاره بالأمس ، ومن كان عنده قبل ساعتين أ ما كان يقوم به قبل دقائق، وهكذا فذاكرته طويلة الأمد لا تعمل لأحداث مستقبلية ،
- يتذكر هنري طفولته لكنه لا يتذكر الأحداث ما قبل عمليته الجراحية بسنتين وثلاث ، مما أصبح دليلا علميا بأن ذكريات الطفولة لا تُخزن بالفص الصدغي الأنسي medial temporal lobe
لم يكن العلماء يعلنون عن اسمه بل كانوا ستخدمون أوائل حروف اسمه "H.M" وبعد وفاته 2008 أُعلن عن اسمه كاملا ،
عن مشكلة الذاكرة القصيرة والذاكرة الطويلة ، هذه قصة تلخص لنا ما يعانيه بالضبط :
كان يستطيع تذكر ثلاثة أرقام لمدة ١٥ دقيقة من خلال تنظيمها وفق مخطط للذاكرة متقن لكن حين يذهب انتباهه لأي شيء بالجوار ينسى كل ما كان يفعله (الأرقام والتذكر والطريقة والحدث برمته).
لم تكن المشكلة متوقفة على هذا الحد ، هناك إشكالية أكبر تخص هنري ، إنه لا يستطيع تخيّل المستقبل ، وهذا الرابط بين فقدان الذاكرة وفقدان التصور للمستقبل ، يكشف لنا عن العلاقة بين مستقبلنا وماضينا ( هذه المرة هناك دليل علمي) ليس فقط نفسيا واجتماعيا بل حتى كإجراء فسيولوجي ، مع تحفظنا لفكرة الوعي كمشكلة ولغز غير مفهوم .
يقول ديفيد يقل مان بكتابه : الدماغ ، قصتك ، المترجم بعنوان :الدماغ أسطورة التكوين .
The Brain, The story of you "
لتخيّل تجربة الغد على الشاطئ ، يلعب الحُصين hyppocampus ،على وجه الخصوص ، دورًا رئيسيًا في تكوين مستقبل متخيّل من خلال إعادة تجميع المعلومات من ماضينا "
كان هذا موجزا ومدخلا للربط بين الدماغ والوعي/العقل وسيلحقه مشاركات مختلفة عن فسيلوجية الدماغ ، ومن لديه أي إضافة فليتفضل علمًا بأنه يستطيع كتابة مواضيع تعرض معلومات مثل هذه مع ذكر مصادرها لو أحب لتصلح بعد ذلك للاستفادة منها بمقالات بحثية وآراء فكرية وفلسفية تخصه .
عنوان الموضوع :