الجمال ، مقدمة بسيط...
 
Notifications
Clear all

شرح الجمال ، مقدمة بسيطة


عصام مطير
التعبير
المقام الرابع
Points: 595191
Posts: 80
Admin
Topic starter
(@essammutair)
Estimable Member
Joined: منذ 13 سنة

 

 

إنْ أنت أبصرت الجمال ولم تهِم
‏كنتَ امرءًا خشن الطباع بليدا
‏،
‏⁧‫إيليا أبو ماضي‬⁩

‏إن هذا البيت يضع لنا تعريفًا للجمال ، إنه ذاك الذي يتوجب عليك إبداء الهيام/الغرام نحوه تلقائيا ، إنه (انفعال) واعي بعد الإبصار يشترط الدهشة والإفلات من قبضة الواقع .

‏🔹عرّف القديس توما الأكويني "الجميل" على أنه : "ذلك الذي ، لدى رؤيته يسر" ، وقد سبقه القديس أوغسطين بقوله أن الجمال "يقوم في الوحدة ، في المختلفات ، والتناسب العددي ، والانسجام بين الأشياء"

‏🔹قبلهما قال الفيثاغوريون أن الجمال هو أعلى درجة من التناغم بين الذات والموضوع ، وهو لديهم يقوم على النظام والتماثل والانسجام .

‏🔹سقراط ربطه بالخير والمنفعة ، فعند سقراط العين الجاحظة أجمل من العين العادية لأن الجحوظ يمنح رؤية أوسع ، (نلاحظ هنا الجمال مرتبط بالنفعية ) وهو موقف نال الكثير من النقد عبر التاريخ وأما أرسطو فربطه بثلاث مكونات : الكلية/الوحدة ، والتناسق/التآلف، والنقاء

‏يرى جلبرت في كتابه "تاريخ علم الجمال":
‏"إنّا لنعلم أن الانسجام كان هو المرادف المتعرف به للجمال أو لهدف الفنان طيلة عصور فلسفة الفن"

‏🔹وما يهمني هو نص أفلاطون عن الجمال :

‏"وهناك أخيرا الغاية من حديثى إنها تتعلق بالنوع الرابع من أنواع الهوس أجل الهوس الذى يحدث عند رؤية الجمال الأرضى فيذكره من يراه بالجمال الحقيقى وعندئذ يحس المرء بأجنحة تنبت فيه وتتعجل الطيران ولكنها لا تستطيع فتشرئب ببصرها إلى أعلى كما يفعل الطائر وتهمل موجودات الأرض حتى لتوصف بأن الهوس قد أصابها"
‏محاورة فايدروس - ص ٦٨

‏▪️نص أفلاطون يميل نحو الشعر في كونه (مجازًا) إذ يشير نحو عالم المُثُل عبر تصوير مشاعر المرء التي تدفعه نحو الذوبان في لحظة الجمال بأجنحة لكنها أجنحة لا تستطيع إيصاله لذلك العالم الكامل ، إلا أنها تشير إليه ، وهذا المعنى "الروحي" للجمال يدفعني نحو فهم أفلاطون الذي يرى عالم المثل ليس بعيدا عنا لكننا محبولون على أن لا نراه ، وهو بذلك في الذات (ربما هو خلف الصورة أقصد خلف الوعي برمّته)
‏فالعالم هو مستوى صوري بناءً على أننا نحن قد منحناه هذا الظهور من خلال (الوعي/الدماغ) وما هو خلف هذا العالم قد يكون أقرب مما نتوقع ، أقصد عالم المُثُل .

‏▪️أقرب رؤية عصرية لأفلاطون هي رؤية كارل يونغ الذي ربط بين الفن واللاوعي الجمعي للنوع البشري وإن كانت رؤية مختزلة في "الفنان" لا الجمال ككل ، وهي رؤية روحية/غيبية لكنها بالطبع لا علاقة لها بعالم المُثُل ، بل بعالم اللاوعي ، وهو لا وعي جمعي وليس فردي كما عند فرويد ،
‏يقول كارل يونغ :

 

‏"والفنان ليس شخصًا يتمتع بإرادة حرة ويسعى خلف غاياته فحسب ، بل هو من يسمح للفن بإدراك أهدافه من خلاله ، قد يتمتع ككائن بشري بأنماط وإرادة ، وأهداف شخصية ، لكنه كفنان هو إنسان بالمعنى الأسمى : هو "إنسان جمعي" ، إنه مركبة وقالب للحياة النفسية اللاواعية للنوع البشري ، تلك وظيفته ، وهي تغدو أحيانًا ثقيلة إلى حد تفرض عليه فيه التضحية بسعادته وبكل ما يجعل الحياة جديرة بالعيش بالنسبة للكائن البشري العادي"

‏الروح في الفن والإنسان والأدب ، كارل يونغ ص ١٣٦

 

كما يظهر مما سبق أن تفسير الجمال أخذ اختلافا واضحا بين المفكرين والفلاسفة ناهيك عن بقية الناس ، لذا كان الميل نحو التصوير بلغة الأدب يناسب موضوع الجمال ، وهذه الصعوبة في تفسير الجمال ربما هو سر انجذابنا له وأنهي هذه المقدمة بقول أوسكار وايلد بروايته :
"الجمال نوع من عبقرية، بل هو حقا أرقى من العبقرية، إنه لا يحتاج إلى تفسير، فهو من بين الحقائق العظيمة في هذا العالم، إنه مثل شروق الشمس، أو انعكاس صَدَفَةٍ فضية نسميها القمر على صفحة المياه المظلمة" (رواية "صورة دوريان جراي") ،

وحياكم الله في منتدى فلسفة الجمال لنناقش معًا علم الجمال الذي هو "فرع من الفلسفة يتعامل مع طبيعة الجمال ومع الحكم المتعلق به"

Share:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض