الإبداع بالشعر، موج...
 
الإشعارات
مسح الكل

شرح الإبداع بالشعر، موجز لآراء الفلاسفة


عصام مطير
التعبير
المقام الثاني
Points: 1604132
المشاركات: 129
Admin
بداية الموضوع
(@essammutair)
Reputable Member
انضم: منذ 14 سنة

 

 

يقول أفلاطون في محاورة فيدروس:


"
أيُّ امرئٍ  يقتربُ من أبوابِ الشِّعر دون أن يمسَّهُ هَوَسُ ربّاتِ الفنون (Muses)، معتقدًا بسذاجته أنَّ امتلاك الحِرفة (المعرفة المهارية) وحدها سيجعل منه شاعرًا مقتدرًا، فإن مصيرَه الإخفاق، وسيتلاشى شِعره ويغدو عدمًا أمام شعر أولئك الذين مسَّهم الجنون المقدس"

 

يبرز هنا إشكالية الموهبة الشعرية في عيون العلم والتحليل والتفكيك ومحاولات وضع الطرق والتقنيات، فالشعر وإن كان أداءً تقنيًا لتعاليم معينة فإنه يحمل في إبداعه الجزء الروحي الذي يبدأ بالإلهام، الذي يمثّل عند (أفلاطون) ومن تأثر به، امتدادًا للغيبي المرتبط بربات الفنون (بنات زيوس) اللاتي يمنحن الشعور الخاص بالشعر وإنتاجه، أي الموهبة والميول والإبداع، ورمزية ربات البيوت، هي دلالة الوجود الروحي أمام الوجود المادي، فالتقنية والمعرفة وتطبيقها مسألة تخص العالم الذي نعيشه ونعقله أما الإلهام والانهماك والانتاج الإبداعي فهي الروح، أي ما هو ممتد من عالم الآلهة، وهنا ليست النفس البشرية بصفتها مزيجا بين عالمين (روحي/إلهي ومادي/جسدي) مصدر الإلهام بل العالم الروحي/الإلهي مصدره المباشر فقط وهو معيار الخلود والبقاء للشعر.
هذه النظرة من الحيرة أمام النشوة التي تمس الشاعر ليبدع، هي ذاتها نجدها عند كانط وتمييزه بين العبقرية والعلم : 

 

"المرء يمكنه أن يتعلَّم كل ما عرضه نيوتن في كتابه الخالد: مبادئ فلسفة الطبيعة، مهما كان اكتشاف ذلك ليقتضي من قدرة بالغة في ذلك الرأس، لكن أحداً لا يستطيع أن يتعلَّم كيف ينظم قصائد مملوءة بالروح، مهما تكن جميع تعليمات فن الشعر مسهبة والنماذج عنه ممتازة. والسبب في ذلك أن نيوتن كان في وسعه أن يوضِّح لنفسه وللآخرين ولخلفائه كل لحظات سيره، ابتداءً من العناصر الأولية للهندسة حتى أعظم اكتشافاته وأعمقها؛ لكن لا هوميروس() ولا فيلاند() قادر على أن يبيِّن كيف تنبثق أفكاره الغنية بالخيال، ومع ذلك الحبلى بالمعاني في الوقت نفسه، وكيف تجد بعضها البعض في ذهنه، لأنه هو نفسه لا يعرف، ولا يستطيع أن يعلِّم ذلك للآخرين أيضاً."

 

▪️ بناء على قول كانط وكما نعلم الشعر،

نحن أمام طريقتين متزامنتين للإنتاج الشعري، طريقة أولى تمثل الوسائل والأدوات، مثلا الوزن ومعرفة الألحان والتدرب عليها، والدراية اللفظية والبلاغية، وطريقة ثانية تمثل ما تحدث عنه كانط بأنه انبثاق الأفكار والخيالات الغنية بالمعنى أي ما لا يسعنا وضعه في آليات وتدريبات نتعلمها.

▪️ يقفز نيتشه معضلة الإبداع الشعري دون أن يفسرها ليجعلها هامشية مادام الأفكار مصدرها المجتمع، فيقول بكتابه إنساني مفرط في إنسانيته:


إضافة إلى ذلك فإن الشاعر نفسه ينسى داخل ما يشبه الغيبوبة قي عمله الإبداعي: من أين تأتيه تلك الحكمة” 

يتجه نيتشه هنا للذات، ضمنيا ليهمش العملية الإبداعية وحيرتها بقوله (ينسى) لكنه، يرى قبل ذلك، بأن الشاعر لسان المجتمع/الشعب فما يقوله مصدره المجتمع: 

"يعبّر الشاعر عن الآراء السامية العامة التي تدور في ذهن شعب ما ، إنه لسان حالها ومزمارها ، إلا أنه ينطق بها بواسطة الأوزان وكل الوسائل الفنية مما يجعل الشعب يتقبلها كشيء جديد كليّا وبديع، ويغدو معتقدا بكل جدية بأن الشاعر لسان الآلهة"

لكنه لم يفسر بالطبع ما تحدثنا عنه (طريقة الإبداع) أو كيف من الممكن تحويل المواد الفكرية لتراكيب ذات أسلوب انفعالي فني، فهنا العمل الذاتي لا يمكننا جعله

تعاليم، بل هو موهبة وهذا صلب ما قاله كانط ، وقبله أفلاطون الذي كان متأثرًا بوثنية مجتمعه (ربّات الشعر) بنات زيوس، وما أسماه الجنون المقدس.

كل هذا يشير لشيء غيبي، نطلق عليه اليوم بلغة هذا العصر (أعمال لا وعية) تنتج هذا الشعر، من خلال هذا الذي نستشعره فينا ونحن منهمكون بالنظم الشعري ومستغرقين بلحظة الشعر، وهذا الذي هو (غيبي) يفتح الاحتمالات لمعرفة طبيعته ، وقد اتجه الأكثرية نحو مصدره لا نحو آليته وكيف تعمل،،،،،

للحديث بقية.

IMG 1144

(ما سبق مجرد سرد آراء مقتضبة وللفلاسفة بمختلف توجهاتهم آراء متباينة من الممكن كتابتها معنا ،، للفائدة )

 


وسوم الموضوع
شارك:

🕶 كن معنا !

الإبداع ثقافة وتواصل . اشترك للحصول على أحدث منشوراتنا الأسبوعية في صندوق الوارد الخاص بك. لن نرسل لك بريد عشوائي هذا وعد. أعرف المزيد في سياسة الخصوصية الخاصة بنا.

زر الذهاب إلى الأعلى
Rkayz

مجانى
عرض